الـ ٣٠ من نوفمبر… اعلان استقلال الدولة
المرسى- عبدالملك الاغبري
في الـ من نوفمبر عام ١٩٦٧م بمثابة منعطف تاريخي غير مسبوق، توّج باستقلال اليمن الجنوبي وإعلان دولته الوطنية على خليج عدن، بعد ١٢٩ عامً من استعمار التاج البريطاني.
ويمثل هذا اليوم واحدًا من أعظم الأيام الوطنية في تاريخ اليمن والجزيرة، فقد جاء تتويجًا لنضال وتضحيات الشعب على مدى ١٢٨ عامًا، منذ أن وطئت أقدام جنود الاحتلال البريطاني مدينة عدن في ١٩ يناير ١٨٣٩م بقيادة (القبطان هنس) بعد مواجهة غير متكافئة بين القوات الغازية والصيادين الجنوبيين وحامية قلعة جزيرة “صيرة” وما تلاها من انتفاضات وهبات شعبية ضد الاحتلال على مدى أكثر من قرنٍ من الزمان
في صباح الـ١٤ من أكتوبر المجيدة انطلقت شرارة الثورة من جبال ردفان بقيادة الجبهة القومية بعد أن استمر الكفاح المسلح أربع سنوات جعل الأرض مشروع قبر تحت أقدام جند الاحتلال.
وما إن جاء هذا اليوم حتى أعلن الجنوب اليمني استقلاله من المستعمر البريطاني بخروج آخر جنوده من مستعمرة عدن بعد سنوات من الكفاح والنضال مازالت تفاصيلها عالقة في ذاكرة منضاليها كواحدة من أبرز المحطات في تاريخ اليمن الحديث الذي لا تنساه أجيال اليمن المتعاقبة كما ترويه كتب التاريخ المدرسية وقبلها حكايات الآباء والأجداد والمناضلين ممن شهدوا هذه المحطات التاريخية أو عايشوها وعاصروها، أو حتى ممن سمعوا عنها منقولة بألسن مدوني الحدث.
وبين يوم إعلان الاستقلال الثلاثين من نوفمبر ١٩٦٧م، كانت هناك مراحل نضالية في سفر التاريخ الثوري لليمن الذي نحتفل اليوم بواحدة من أبرز أعياده الوطنية على أرض اليمن الواحد.
وخلال أربع سنوات من الكفاح التائق للتحرير قدم الشعب, أعظم التضحيات في سبيل الخلاص من جحيم المستعمر البريطاني بمشاركة مختلف الأطياف والتوجهات والتكوينات من الفعاليات الطلابية والنسائية والنقابية في مسيرة النضال من خلال المظاهرات والإضراب والكفاح المسلح.
فقد هذه التضحيات بالنجاح والانتصار العظيم في العام ١٩٦٧م، والذي تمثل في إعلان الاستقلال وتحرره بخروج آخر جندي بريطاني من مستعمرة عدن وكان الثلاثين من نوفمبر هو يوم الحرية وعيد الاستقلال.