نبيل الصوفي يكتب.. جمهورية إب.. الاختبار الأقسى للحوثي

المرسى- رأي

تجمعت الجمهورية المدنية السياسية الثقافية الوطنية، التي ارادت طريقا اخر لحفظ البلاد غير الحرب الى إب.

‏مثلهم فعلنا قبل 2 ديسمبر، نحاول تلمس طريقا اخر للحفاظ على مكتسبات هذا الوطن الذي بدأت ملامحه تتكون مند الحرب العالمية الاولى، ووصل الى حال يمكن البناء عليه واصلاحه من الداخل.

‏كانت المملكة المتوكلية نواة محلية، وكان الامام يحيى زعيم تلك اللحظة التاريخية التي تصاعدت تطوراتها حتى انتصرت ثورة الـ26 من سبتمبر التي غيرت النظام السياسي، شمالا.

‏وكانت الدولة جنوبا مختلفة الجذور التنظيمية، بين حكم فيدرالي ووحدة جنوبية مع قيام جمهورية اليمن الديمقراطية.

‏بقيام الوحدة شهدت اليمن طورا اضافيا من التغيير، بالتعددية والديمقراطية، غير ان مابعد حرب 94 التي كانت تعبيرا عن كوامن التحولات، منحت قوى الشمال هيمنة اجتماعية واقتصادية كتمت المشروع الوحدوي لصناع 22 مايو الزعيمان علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض.

‏غير ان النظام السياسي بقى وحدويا تعدديا جمهوريا، الى ان حان وقت طور جديد من التغيير داخل ذات المشروعية الوطنية، وكان يمكن للحوثي ان يكون احد ادوات هذا الطور من التغيير، يستقوى به الجنوب ويتعادل معه الموتمر والاصلاح، غير ان “ايران” كان لها رأي اخر، بسبب قصور ايراني ناتج عن جهل ارباب ولاية الفقيه اصلا بمشاريع الدول الحديثة.

‏وباجتماع الصلف الحوثي مع الاطماع الايرانية، انهارت الدولة اليمنية بكل اطوارها، من طور الامام يحيى الى طور الشطرين الى طور الوحدة ومابعد 94م.

‏نتج عن ذلك تهديد عاصف للاقليم برمته، فكان التدخل الحربي العربي الذي انتج قوى جديدة تتلمس طريقا للخلاص من مقصلة الطريق الايراني وادواته.

‏وفي المقابل، كانت هناك محاولة أخرى ضد المشروع الايراني ولكنها لاتجد لديها نزعة ولاقدرة على خوض الحرب، لا مع الحوثي ولا ضده، لا مع التحالف ولا ضده، هي تبحث عن طريق اخر للتغيير داخل الجمهورية ونظامها، او بشكل اوضح تسعى للصمود بين طرفي الحرب، على امل ان تتفتح الافق عن حل سياسي للبلاد يعيد اليمن دولة بنظام سياسي حديث مقبول شعبيا بعد الاصلاحات الضرورية فيه وعليه.

‏مع هزيمة محاولة الشراكة في صنعاء، باستشهاد الزعيم واصرار الحوثي على هدم الجمهورية اليمنية سياسيا واجتماعيا ودينيا، والعيش مع وهم القوة الغاشمة ضد الناس خفتت احلام التغيير وتعب الناس من انتظار العقل عند الحوثي او الحسم لدى الاطراف المقاتلة له.

‏حاولت إب باهلها او بالنازحين اليهم، تفهم الحوثي كقوة، والتعايش معه كعقيدة مختلفة، لهم الحكم وكل حر في دينه، وحد ادنى من النظام يحمي الموالي للسلم وللتعايش.

‏فاب ومن فيها لم يولوا الحرب، من والى منهم الحرب فقد خرج بطلا يجوب الجبهات. منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.

‏لكن الحوثي، لايختلف عن كل صلف لص يغريه قوة السلاح في مواجهة الناس، لذا عاث فسادا في هذه المحافظة التي تجمع كل الجمهورية تقريبا.

‏إب هي الاختبار الاقسى للحوثي ولخصومه، هي اختبار لمشروع دولة.. سيرهقها القتل والفساد وترهقه ايضا..

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك

Exit mobile version