المرسى- رأي
ونحن نتابع معارك سوريا بغض النظر عن من يحقق الانتصارات، لكن الأمل يحدونا في أن استعادة مناطقنا من ذراع إيران في اليمن وان إعادة هذه الميليشيات إلى حجمها الطبيعي أمر لا محالة منه.
إيران، الداعم لأذرعها اليوم، ليست إيران الأمس. في سوريا، تدعم طهران “الدولة والنظام والجيش”، ونجدها عاجزة عن فعل شيء، وهذا ما تنبئ به التوقعات والأحداث على الأرض.
السيناريو الأقرب لما يحدث في سوريا هو أن الفصائل الموالية لتركيا ستأخذ حلب وحماة إلى جانب إدلب، فيما سيحافظ الأكراد على مناطقهم في الشمال، وستبقى حمص ودمشق ومحيطها للأسد وما سيتبقى من الوجود الروسي إن رغبوا.
حزب الله وإيران خارج المعادلة والأرض السورية تمامًا، وهذا تصور إسرائيلي، وعليه توافق وإجماع دولي، ولا نستبعد موافقة الأسد عليه.
هذا الأمر يؤكده وصول المبعوث الأوروبي إلى دمشق قبل أيام في تحول تاريخي، وهذه الخطوة جزء من ورقة عمل أوروبية مسربة للتطبيع مع دمشق تمهيدًا لإعادة اللاجئين من تركيا ودول أوروبية.
زيارة ميخائيل أونماخت أثارت جدلًا واسعًا، وأبدت المعارضة السورية قلقها، وفي الوقت نفسه اعتبرتها فرصة، والفرصة بالطبع تتمثل في رغبة النظام بالتخلص من النفوذ الإيراني.
ونحن أمام كل هذه المتغيرات، لابد من الوقوف أمام أمر لابد من الإشارة إليه: “ترامب قادم” والرجل واضح في صفقاته “خذ وأعطِ”، وإذا أعطى شيئًا في أوكرانيا، فسيأخذ شيئًا مقابله في سوريا.
وهنا تتضارب مصالح موسكو وطهران؛ موسكو ترحب جدًا بترامب، وطهران قلقة جدًا من ترامب.
مغادرة بشار إلى موسكو قبل أيام تعني أنه اختار وجهته بوضوح على حساب طهران،في المقابل، الأوروبيون قلقون من تقارب واشنطن مع موسكو بخصوص أوكرانيا، لكنهم سيستغلون ذلك في سوريا لتقويض إيران.
بالعودة لليمن نجد ان قلق الحوثيين الأكبر يأتي من تحييد حزب الله ومعه الكثير من الدعم الإيراني تمهيدا للاستفراد بهم وهناك توجس كبير في صفوفهم مما يمكن تسميته تقاعس إيران عن التزامتها تجاه المحور والتخلي عن حلفائها، كذلك تراجع دورها
اتفاق لبنان والتحركات في سوريا ستحرم الحوثيين من عمليات الاسناد المحتملة لتخفيف الاعباء عنهم في حال تعرضهم لعملية واسعة في ظل توافر المعلومات عن استعدادات فعلية في واشنطن لشن عمليات برية ضد الحوثيين في الحديدة بعد تجاهلهم للإنذارات المتكررة لوقف الهجمات البحرية.