مبادرة الحوثيين: سلموا لنا اليمن وغادروا
رأي -ادونيس الدخيني
مبادرة القيادي في ميليشيات الحوثي الإرهابية ’’مهدي المشاط‘‘ هي ذاتها التي تُكرر كل عام. وهي أقرب إلى شرعنة الانقلاب من إيجاد السلام الحقيقي الذي يعيد إلى الجمهورية اعتبارها.
في المبادرة، تصور ميليشيات الحوثي الحرب كما لو أنها بينها وبين السعودية وليست بين شرعية وانقلاب، وتحاول انتزاع ما لم تستطيع انتزاعه بالحرب في محافظة مأرب.
كأنها تقول “سلموا لنا البلاد وغادروا” هذا هو السلام بحسب فهم ميليشيات الحوثي. المبعوث الأممي أعلن ضمنيا الترحيب بهذه المبادرة. هل يرى المبعوث الوسيط الدولي بأن هذه المبادرة يمكن البناء عليها لإيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية!
لا يوجد في قاموس ميليشيات الحوثي الإرهابية السلام، ثمة استسلام بالمعنى الحرفي للكلمة. وكل اعتقاد بإمكانية تحقيق سلام هو أقرب إلى الوهم من الحلم أو الأمل. وعليه فإن أي جهد ينصب نحو إقناع ميليشيات الحوثي بالتوجه نحو مفاوضات سياسية جادة تسفر في النهاية إلى حل سياسي للأزمة هو مضيعة للوقت.
هربت ميليشيات الحوثي إلى السلام مرة واحدة عام 2018، وكان ذلك من أجل المناورة عندما أدركت أن دفاعاتها العسكرية تنهار واحدة تلو الأخرى على أبواب مدينة الحديدة، وأن سير المعارك تسير ليس كما تخطط هي. غير ذلك، كانت تستأنف جولة تصعيد عسكري أمام كل مساعي دولية تبذل لحل الأزمة اليمنية.