المأساة في أحلك صورها.. مليشيا الحوثي تتنصل من خلاياها بعد القبض عليهم
رأي – عبدالسلام القيسي
شاهدت مجموع الخلايا الحوثية المقبوض عليها، في الساحل الغربي، وجُلّها من أبناء تهامة يستغلهم الحوثي للقيام بأعمال إجرامية؛ تجسس تهديد السلم، تفجيرات، تهريب أسلحة، وخلايا شتى بمهام كثيرة سقطت، ولا زالت تسقط بيد شُعبة الاستخبارات بالمقاومة الوطنية؛ فالحراس لا ينامون، وأعينهم مفتوحة تلتقف كل أفك وكل دسائس خلايا الكهنوت الحوثي الإيراني.
الذي ساءني أن هؤلاء وهم بالعشرات بل بالمئات ؛ من أبناء تهامة، تهامة الأبية، كذلك من كل الجغرافيا، يستغلهم الحوثي إما بغسيل المخ أو بالفقر وبالخوف وبالترغيب والترهيب، وفي محاضر اعترافاتهم الموثقة بالصوت والصورة وهم نادمون، يقرون بكل شيء، ويناشدون ضمهم ضمن قوائم تبادل الأسرى؛ ولكنها المليشيات التي استغلتهم وتستغلهم، لا تلتفت لمصيرهم؛ بل ولا يهمها ما يحدث وسيحدث لهم، فهم مجرد أدوات في غاية عبدالملك الحوثي المختبئ، إن نجحوا حققوا إنجازاً للحوثي وإن فشلوا وقُبض عليهم فهم برأي الحوثي من تهامة أو جبالية زنابيل، أبناء الطبقة الدنيا، وخسارتهم لا تعني لهم أي شيء، لا يساوون شيئاً في كفة الحوثيين، هكذا يرون، بطبقية الحوثيين المستعرة على كل اليمنيين وعلى أبناء تهامة بالتحديد، يقهقهون وهم يستمعون إلى مناشداتهم، ويضحكون بسخرية على هؤلاء الذين يناشدونهم ولسان حالهم: أَوَظن هؤلاء أن لديهم قيمة أو وزناً لنعترف ونفكر بأمرهم..!
بكاء الأسرى يفجعني، وتخلّي الحوثي عن أدواته بعجرفة مختلفة تصيبني بالذهول؛ فلا يحدث أن يتخلى الإنسان بكل سهولة عمن قام بخدمته، ولو أنها خدمة الخيانة للشر؛ لكن الإنسان أو الجماعة يندر وتندر لديهما قدرة التنكر للأتباع بهذه الشاكلة، وعن الأسرى..!
جماعة بلا ذمة ورغم ذلك بودي أن أخاطبهم.. أخاطب الأدوات، فهم أدوات فقط، مسلوبو العقل والبصيرة: لأجل من أيها الرجل؟! لأجل من يا هؤلاء؟! تبيعون أرضكم وبلادكم ومقامكم وقيمتكم ومبادئ قلوبكم والقرون النابتة فيكم من أقصى تاريخ المكارم ولأجل من؟! لأجل الحوثي الذي يرفض الاعتراف بك وأنت في سجنك، رماكم إلى التهلكة، ولن أناقش الطريقة، ثم يقول بصوت متعجرف: لا أعرفه.. لا أعرفهم.. ليسوا من دمنا الهاشمي.. إنهم حشرات!
هكذا يردد الحوثي وهو يسمع صرخاتكم ويستهين بمصيركم، وليكن هذا مني نداء لكل المغرر بهم والذين يمكن أن يُغرر بهم الحوثي، وليكن استجداء: لا تكونوا أدوات قذرة ضد أهاليكم وبلادكم.. شعرت بالبكاء وأنا أشاهد أحدهم يناشد “عريك” و”عذابو” الذين جندوهم للعمل في الساحل الغربي كخلايا، وحتى “عريك” و”عذابو” ليسوا بميزان الحوثي أي شيء، دمهم مدنس؛ فهم أيضاً مجرد أدوات، والشيء يشبه بعضه.. والحال هو المقال..
رأيت في وجوه الخلايا الفقر والاستنكار لأنفسهم وحجم الخديعة.. خدعوهم.. ثم تخلوا عنهم كشيء فات..!
وأما الفجيعة، أن المليشيات الحوثية اختارت أسماء محددة، من ذات جنس الكهنوت، أصحاب الجهة والوجاهة، وتركت بقيتهم وهم أغلبهم ممن كانوا مجرد أدوات، هأنذا أكرر لفظ الأدوات، فليسوا أكثر من ذلك..
تخيل وأنت واحد من هؤلاء الأسرى، ضحّيت بروحك لأجل هذه الجماعة، وكلكم الأسرى في مكان واحد، وفجأة يغادر البعض المعتقل، قلة قليلة، ويتركونك لمصيرك..! حجم الصدمة، خيبة الظن، والبكاء، حينها لن يفيدك الندم، كان أجدر بك أن تفكر قبل خيانتك، أن هذه جماعة لعينة.