كنت أتوقع أن يصدر قرارا للزميل العميد مدين مقباس خلال السنوات الماضية فهو يحمل مؤهلات وخبرة مهنية تؤهله ليكون في منصب حكومي أو دبلوماسي بدلا عن المئات من القرارات التي صدرت لأشخاص بدون خبره ولا مؤهلات وكل رصيدهم هو إرتباطهم بأطراف ومراكز قوى ونفوذ في الشرعية .
مقباس ابن محافظة أبين وأحد القيادات العسكرية التي كان لها إسهاما وحضورا في الترتيب والمشاركة بمعركة تحرير عدن وهو الى جانب ذلك من الكوادر الصحفية الجنوبية المعروفة والمترفع دوما عن إبتذال رأيه ومواقفه لمصالح ذاتية .
مؤخرا قرأت منشورا لمقباس عن لقاء عيدي جمعه باللواء فرج البحسني عضو مجلس القيادة الرئاسي وهو لقاء يحسب للبحسني أن تجد الشخصيات التي ركنت وأهملت سابقا مكانا في إهتماماته كمسؤل رئاسي يفتش عن خيارات جديرة بالمرحلة وابن مقباس من هذه الخيارات بل من أفضلها
لم يشفع لمدين مقباس سابقا مسيرته المهنية ومؤهلاته وحتى إنتمائه الى محافظة الرئيس تحولت الى نقمه عليه ولم يجد المكانة التي يستحقها ككادر جنوبي تسلق كثيرين وصعدوا بأوامر وتوجيهات بينما بقي هو ينتظر التفاته غير مرتبطة بمصالح أو نفوذ أو موالاة على حساب الذات .
مدين مقباس هو الأحق بإن يستدعيه العليمي وطارق صالح والعراده كما التقاه البحسني كونه يحمل رؤية وقادر على تقديم تشخيص حقيقي للواقع والمتطلبات وسواء كان ما سيقدمه في منصب أو كإفادات منطقيه للواقع بدلا عن إستدعاء عشاق جمع الايكات وأصنام منصات التواصل الإجتماعي.
تقف حواجز كثيرة عائقه امام تمكين كوادر جنوبية مؤهله وقادرة على العطاء وتذهب الفرص الى عائلات وأسر محددة احتكرت منذ عقود أحقية التعيين وحتى حين تحضر المحاصصة الجغرافيه على التمثيل ومدين ومعه الكثير نماذج لمن يخسر المجتمع فرصة تمكينهم .
مجلس القيادة مطالب بإنهاء الموروث السائد منذ ما بعد الوحدة والذي يجعل من الوظائف الكبيرة حصص توزع لجلب الولاءات وضمان الموالاة وإقتصارها على بعض الأسر والعائلات التي تتوارث الوظائف وكأنها إقطاعيات خاصة .
نستطيع القول ان البجسني قد إبتدع سنه حسنه بخروجه عن السائد والمألوف ومنحه الكوادر المنسيه حقها فى الإهتمام والتقدير حتى ولو من خلال لقاء عيدي تم إستثماره لمناقشه الشأن العام .