مليشيا الحوثي تغتال البراءة.. 6 انتهاكات جسيمة تطول أطفال اليمن
المرسى – عدن
أضرار نفسية وجسدية عميقة، ألحقتها الحرب الحوثية بأطفال اليمن لدرجة أن الانتهاكات الجسيمة أصبحت ترتكب بلا هوادة حتى غدت حياتهم جحيما لا يطاق.
فمن القتل أو التشويه إلى العنف الجنسي، والاختطاف، والتجنيد، والهجمات على المدارس، ومنع المساعدات، تعددت انتهاكات مليشيا الحوثي بحق أطفال اليمن وسط تراخٍ دولي وأممي شجع مرتكبي الجرائم على الإفلات من العقاب.
فعلى مستوى الحرمان من المعونات الدولية، لا تزال قيادات مليشيات الحوثي تستغل نفوذها لإجبار المستفيدين على تحويل مساعداتهم للاستخدام العسكري، وحرمان الأطفال منها، كان أبرزها واقعة في مديرية حبور ظليمة في محافظة عمران (شمال) تضرر منها نحو 6 آلاف أسرة.
وبحسب ما وثقه تقرير حديث لتحالف “رصد للحقوق والحريات” باليمن، وهو ائتلاف غير حكومي، فإن مشرفين لمليشيا الحوثي ضغطوا على المستفيدين في أبريل/نيسان 2022 وأجبروهم على التنازل عن جزء من حصتهم، ليقوموا باستلامها مباشرة من المخازن بدلا عنهم.
وأشاروا إلى أن مسؤولي برنامج الغذاء العالمي علموا بحيل الحوثيين في نهب المساعدات، فأمروا شريكهم المحلي بالامتناع عن الصرف لشهر كامل، لكن بعد تفاهمات مع قيادات عليا بتعيين منسقين لتوثيق إجراءات الصرف والتأكد من المواطنين باستلامهم الحصة كاملة، أعيدت عملية الصرف.
وأكد تقرير حقوقي حديث صادر عن تحالف “رصد” الحقوقي، أنه حقق في 4 حوادث منع وصول المساعدات الإنسانية من قبل مليشيا الحوثي في محافظتي المحويت وعمران فقط، ما أدى إلى تأثر 5,997 طفل بينهم 2,627 فتاة.
وبحسب التقرير فإن إجمالي الانتهاكات التي تعرض لها الأطفال والتي وثقها التقرير خلال تلك الفترة من أبريل 2022 وحتى ديسمبر 2023 بلغت 127 واقعة انتهاك في 13 محافظة يمنية شملت الانتهاكات الستة الجسيمة.
التقرير الذي يستند إلى معلومات جمعها باحثون في 13 محافظة يمنية بين فبراير وأكتوبر 2023، تعد نماذج للانتهاكات الحوثية ولا تعكس الأرقام الكلية على أرض الواقع وإنما هي جزء من حقيقة لجرائم حوثية مستمرة.
هجمات على المدارس
من بين عشرات الهجمات، وثق التقرير 15 هجوما حوثيا تنوع بين المداهمة والاقتحام وإقامة أنشطة دعائية تحرّض على التجنيد والقتال على 45 مدرسة، نتج عنها تضرر بحدود 20764 طفلا بينهم 11830 فتاة، وهي أعلى نسبة ضحايا.
وتوزعت الهجمات بين 10 في المحويت ضد 39 مدرسة، تضرر بسببها 19084 طفلا وفتاة، و5 في عمران ضد 6 مدارس تضرر بسببها 1680 طفلا وفتاة.
العنف الجنسي
حقق التحالف الحقوقي اليمني بـ7 حالات ضحايا عنف جنسي أغلبها تتعلق بالاغتصاب، بينهم فتاتان، وقد ارتكبها الحوثيون خلال 2023 عدى حالتين في 2022، فيما ينحدر الضحايا من 7 محافظات بينها الحديدة والمحويت وتعز.
الاختطاف
سجل التقرير 31 حالة اختطاف منهم فتاتان، ومن بين هؤلاء كان قد تعرض (5) للاختفاء القسري، و(9) تعرضوا لتعذيب جسدي فيما لا يزال 8 معتقلين حتى اليوم وقتل 2 عقب تجنيدهما في المعارك وحالة واحدة مجهولة المصير.
تجنيد
وثق فريق تحالف “رصد” الميداني خلال عمر المشروع تجنيد مليشيات الحوثي 53 طفلا (قتل منهم 11 في الجبهات) وتتراوح أعمارهم بين 12-18 عاما، ويقع قرابة الثلث منهم في ذمار (19)، و(15) في المحويت، و(15) في كل من الضالع وعمران، و(2) في مأرب.
ووفقا لتحليل الأرقام فإن أغلب الضحايا من المقيمين في مجتمعاتهم بشكل دائم (39)، و(7) من النازحين، و(7) من المهمشين في تصنيف يعكس قدرة الأطراف على تحشيد الأطفال داخل المجتمعات المحلية.
واعتمدت مليشيا الحوثي في استقطاب الأطفال على الدعاية في المدارس لما لها من تأثير كبير على الأطفال إلى جانب الحوافز الاقتصادية، حيث تم إغراء (29) طفلًا مجندًا بالحوافز الاقتصادية، بالإضافة إلى ذلك، تم تجنيد (8) أطفال بسبب النفوذ الأيديولوجي، و(7) انضموا طوعاً، و(5) تم اختطافهم وتجنيدهم، و(4) دفعهم أهاليهم بسبب الانحياز، وبلغ من تم الزج بهم إلى جبهات القتال (31) طفلا، فيما تم استخدام 4 كجواسيس.
القتل والتشويه
ضحايا القتل والتشويه كانوا الأكثر في الوقائع التي تم توثيقها، حيث بلغوا 66 طفلا بينهم 22 فتاة، منهم 20 قتيلا و 46 مشوها أغلبهم في تعز (22) و(15) البيضاء و(9) عمران و(10) في الحديدة والضالع مناصفة بينها و(4) في المحويت ومأرب و(3) في صنعاء وذمار ولحج.
وسقط أكثر الأطفال وعددهم (33) بالألغام الحوثية و(18) بالقصف الحصوي، و(7) بهجمات القناصة، والبقية (8) بطلق ناري أو الدهس وأدوات أخرى.
وبناء على هذه الأرقام، خلص التقرير إلى أن مليشيا الحوثي تعد أكثر الأطراف ارتكاباً للانتهاكات الستة الجسيمة ضد الأطفال، ويُعزى ذلك إلى كونها لا تولي اهتماماً بالالتزامات المفروضة وفقاً للقانون الدولي وحقوق الإنسان، كما أنها في خطاباتها المعلنة تعتبر انخراط الأطفال في القتال عملاً بطولياً ضمن ما تصفه “الدفاع عن الوطن”.
وبحسب تقارير أممية فإن حرب مليشيا الحوثي أدت لاحتياج 11 مليون طفل للمساعدات الإنسانية إلى جانب ارتكاب مجموعة واسعة من الانتهاكات خاصة التغييرات التي أدخلت في المناهج التعليمية، والتي تقوض جهود السلام، وتخلق بيئة قائمة على الكراهية والعنصرية والحرب.