زعيم الإرهاب الحوثي يقر: “خسرنا شبوة ونواجه اختراقات”
المرسى – العين الإخبارية
على غير عادته، أطل “رأس الأفعى” وزعيم الإرهاب عبدالملك الحوثي في خطاب تلفزيوني يعترف للمرة الأولى بالهزائم الموجعة لميليشياته.
وخرج زعيم المليشيات الحوثي يتحدث بمناسبة “جمعة رجب” الدينية، وذلك عقب 6 أسابيع من اختفائه الغامض عن عديد المناسبات والوقائع بما فيه مقتل ضابط الحرس الثوري الإيراني حسن إيرلو بغطاء سفير بصنعاء.
وتنظر مليشيات الحوثي لهذه المناسبة الدينية “جمعة رجب” بأنها تؤسس لموالاة ما تسميه “آل البيت” وهي أيديولوجيا سياسية تحصر دور اليمنيين فقط في التضحية بالنفس والمال بلا نهاية ولا مقابل من أجل تمكين المليشيات الإرهابية من حكم البلاد.
مناسبة اعتاد زعيم المليشيات تخصيصها لتوجيه رسائل لاتباعه، لكنها كشفت هذه المرة الحالة الحقيقية التي تعيشها مليشيات الحوثي وحجم الارتباك الذي يضرب كبار قياداتها العسكرية والأمنية والسياسية والدينية.
خسارة واخترقات
وذهب زعيم الإرهاب الحوثي للإقرار الصريح بخسارة مليشياته لمديريات بيحان في محافظة شبوة، مرجعا ذلك إلى ما أسماه “ظروف حرب”، إشارة للهزيمة الساحقة التي تلقها على يد قوات العمالقة بدعم جوي من التحالف العربي بقيادة السعودية مطلع يناير/كانون الثاني الماضي.
واعترف رأس الشر بسيطرة قوات التحالف العربي على محافظات كثيرة كانت تخضع تحت قبضة مليشياته منذ اجتياح المليشيات صنعاء أواخر 2014 وتمددها جنوبا وغربا وشرقا بعد نهب معسكرات الدولة.
كما أقر بأن مليشياته “تعاني من اختراقات خطيرة” لكنه دعاها إلى عدم “الارتياب” وألا يؤثر ذلك على الموقف والالتزام العملي، حد تعبيره.
واتهم الإرهابي قياداته واتباعه ضمنيا بـ”التقصير” بعد “حصول إخفاقات وتراجعات”، لكنه قال إن ذلك “لا يعني نهاية المعركة”، وهي إشارة معتادة يحاول زعيم التطرف حث عناصره على ترتيب صفوفهم وتصعيد الأعمال العدائية مجددا وتعويض ما خسروه.
وما كان لهذه الاعترافات المباشرة والضمنية أن تخرج على لسان زعيم المليشيات التي لطالما سعر الحرب وتحدى كل جهود السلام، لولا فاعلية الانتصارات الميدانية التي حققتها قوات العمالقة في شبوة ومأرب ودقة العمليات الجوية للتحالف العربي.
رضوخ حوثي
وبالتزامن مع الخطاب المرئي لزعيم المليشيات، رضخ الحوثيون أخيرا، حيث التقى كبير مفاوضيها المقيم في العاصمة العمانية مسقط بالمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ وذلك بعيد تعنت واشتراطات كبيرة كانت تضعها المليشيات الانقلابية.
وشدد المبعوث الأممي إلى اليمن غروندبرغ خلال اللقاء على الحاجة الملحة لاتخاذ خطوات ملموسة لوقف العنف، بحسب بيان لمكتبه تلقت “العين الإخبارية” نسخة منه.
كما شدد على ضرورة الانخراط في المجهودات الرامية للتوصل إلى تسوية مستدامة للنزاع في اليمن.
وينظر للقاء وفد المليشيات الحوثية بالمبعوث الأممي أنها لا تعد أكثر من مناورة لكسب الوقت لإعادة ترتيب صفوفها العسكرية بعيد هزائمهم بشبو ومأرب، وفق خبراء.
وقال رئيس المركز الإعلامي للمقاومة الوطنية اليمنية سمير اليوسفي إن “انتصارات العمالقة التي يعود الفضل فيها لدعم الأشقاء في الإمارات أجبرت الحوثيين -بتدخل عُماني- على الجلوس مع المبعوث الأممي وهم صاغرون بعد انتفاشة وممانعة لأشهر”.
وأشار اليوسفي قي تدوينة على حسابه في “تويتر” تصفحتها “العين الإخبارية”، إلى أن مليشيات الحوثي كانت ترفض المبادرة السعودية وتراهن على إسقاط مأرب قبل أن تجبرها العمالقة على الجلوس.
أما الصحفي والباحث السياسي سياف الغربي فذهب إلى هيمنة مليشيات الحوثي على المشهد العسكري، في شبوة ومأرب حتى “أصابها الغرور، وتصرفت باستعلاء حتى مع الأمم المتحدة”.
وقال إن مليشيات الحوثي كانت ترفض لقاء المبعوث الأممي، هانس غرندوبيرغ، منذ تعيينه خلفاً لـ مارتن غريفيث، مضيفا “اليوم فقط؛ التقاه وفدهم التفاوضي، في مسقط لأول مرة، لابد أن غرندوبيرغ يشعر -الآن- أنه مدين للعمالقة”.