بعد الضربة الأمريكية.. صحيفة خليجية تكشف تحركات الحوثي بالحديدة
المرسى – الحديدة
دخلت مليشيا الحوثي في حالة طوارئ غير معلنة، لا سيما في محافظة الحديدة غرب اليمن، عقب قصف أمريكي لـ3 من زوارقها أوقع 10 قتلى.
واستنفرت مليشيا الحوثي كافة قواتها في المحافظة المطلة على البحر الأحمر والتي تتخذها قاعدة انطلاق للهجمات ضد السفن التجارية، ضمن استعدادات قتالية وحالة تعبئة غير مسبوقة.
وعلى ما يبدو تتوقع مليشيا الحوثي ضربات أمريكية أوسع، حيث سعت بعد ساعات فقط من إغراق الزوارق ومقتل عناصرها في البحر الأحمر إلى إجراء عملية تموضع واسعة النطاق شملت مواقع ساحلية مختلفة، بحسب مصادر عسكرية وأمنية رفيعة.
نقل صواريخ وانفاق ساحلية
وكشفت المصادر لـ صحيفة “العين الإخبارية”، أن مدينة الحديدة وضواحيها شهدت ليلة الأحد – الإثنين تحركات عسكرية حوثية مكثفة وذلك عقب التصعيد الجديد في البحر الأحمر والتطورات التي تلت الضربة الأمريكية لمليشياتها البحرية.
وأضافت المصادر أنه “منذ ساعات الليل الأولى بدأت المليشيا الحوثية تحريك أسلحة وقوات عسكرية من مواقع ثابتة في الحديدة وإعادة تموضعها في مواقع أخرى، خصوصا الموجودة على الشريط الساحلي الغربي”.
وبحسب المصادر، ان “المليشيا الحوثية نقلت صواريخ من مزارع في مناطق عبس إلى مزارع النخيل التي تبعد مسافات قليلة عن الشريط الساحلي في بلدة الجاح والمساحات القريبة منها في مديريتي بيت الفقيه والتحيتا والدريهمي جنوبي المدينة”.
وأكدت المصادر أن “المليشيا الحوثية تعيش بالفعل حالة استنفار كبير بعد قصف أمريكي أغرق 3 زوارق حربية في البحر الأحمر، كانت هاجمت سفينة حاويات ترفع علم سنغافورة”.
وكشفت المصادر “عن عدد من الأنفاق التي بدأت المليشيات الحوثية منذ الأسبوع الماضي تحركات نشطة بالقرب منها في المناطق المطلة على الشريط الساحلي، وبالتحديد الأنفاق التي حفرتها في المناطق الجنوبية لمدينة الحديدة”.
وكانت مليشيا الحوثي شيدت عشرات الأنفاق في محافظة الحديدة ضمن عسكرة مخططة بتوجيه من حزب الله تستهدف التحصن فيها من أي ضربات ومن أي توغل نحو قاعدتها المتقدمة على البحر الأحمر.
استقطاب الطلاب والموظفين
وفي غضون ذلك، قالت مصادر محلية وأمنية لـ”العين الإخبارية” إن مليشيا الحوثي استقطبت آلاف الموظفين من المؤسسات الحكومية والطلاب من المدارس الإعدادية والثانوية في الحديدة وأخذتهم في دورة عسكرية تستمر لمدة 20 يوما ضمن تعبئة عامة في المحافظة الساحلية.
ووفقا للمصادر، فإن تلك الدورة العسكرية التي تسمى “طوفان الأقصى”، والتي ينخرط فيها الطلاب والموظفون تأتي ضمن عسكرة واسعة النطاق للمحافظة عقب تصاعد التوتر في البحر الأحمر إثر سلسلة هجمات للحوثيين.
واوضحت المصادر، أن هذه الدورات التدريبية القتالية والدفاعية التي تنظمها المليشيا الحوثية في مدينة الحديدة تثير تخوفا كبيراً بين الموظفين الحكوميين، حيث تسعى المليشيا للزج بهم في معاركها المقبلة، برا وبحرا.
وأكدت المصادر أن “دورات التدريب لموظفي المؤسسات الحكومية والطلاب تشمل استخدام الأسلحة وتكتيكات القتال، بما في ذلك استخدام الأنفاق كوسيلة للتحرك والهجوم، إلى جانب التدرب على استهداف أهداف بحرية”.
ويبلغ عدد الموظفين في محافظة الحديدة ما لا يقل عن 40 ألف موظف في القطاعين العام والمختلط، فيما يقدر أعداد الطلاب بالآلاف، حيث أجرت المليشيا عملية تسجيل في أوساط طلاب المدارس لحضور هذه الدورات العسكرية.
وتعتبر التدريبات العسكرية للموظفين والطلاب خطوة جديدة من قبل الحوثيين وضمن الاستعدادات لمواجهة أي رد أمريكي محتمل على تصاعد الهجمات العدائية للمليشيات في البحر الأحمر وباب المندب ضد السفن.
وكانت مليشيا الحوثي أعلنت، بين نوفمبر وديسمبر الماضيين، تجنيد 48 ألف عنصر في محافظات عمران (23 ألفا) وصعدة (15 ألفا) وذمار (10 آلاف)، ضمن دورات “طوفان الأقصى”، وامتد ذلك إلى محافظات أخرى كصنعاء التي شهدت عرضا عسكريا لتخريج دفع قتالية مماثلة.
قاعدة الحديدة
وتشكل التحركات الحوثية في محافظة الحديدة خطورة كبيرة باعتبارها تتحكم بعقدة المواصلات البحرية، فضلا عن كونها ساحة مواجهة محتملة تعدها المليشيات مع التحالف البحري الدولي بقيادة واشنطن.
ووفقا لمصادر أمنية، فإن مليشيا الحوثي سعت مؤخرا لتشكيل كتائب عسكرية محلية في محافظة الحديدة تم تدريبها على الاقتحامات والعمليات الخاطفة وحفر الأنفاق والهجمات البحرية وزرع العبوات الناسفة والألغام البحرية وقرصنة السفن.
وكانت مليشيا الحوثي شرعت باكرا في تقسيم محافظة الحديدة إلى 4 مربعات عسكرية، وهي المربع الشمالي (8 مديريات) والشرقي (6 مديريات) والجنوبي (9 مديريات، منها مديريتان محررتان) ومربع المدينة (3 مديريات)، فضلا عن مربع الموانئ (ميناء الحديدة، الصليف، رأس عيسى).
وخلافا المليشيا البحرية والأمنية تخضع اسميا جميع المعسكرات والمجاميع الحوثية في الحديدة لما يسمى “المنطقة العسكرية الخامسة” بقيادة يوسف المداني، المرتبط بشكل وثيق بالقائد السابق لفيلق القدس قاسم سليماني، الذي قتل بضربة أمريكية مطلع 2020.
وكانت مليشيا الحوثي نظمت في 27 ديسمبر مسيرة وعرضا عسكريا ضمن تعبئة عامة زعمت أنها تأتي “استعدادا لخوض المواجهة مع أي تهديدات محتملة في البحر الأحمر وباب المندب”، حد زعمها.
والأحد، أقرت مليشيا الحوثي بمقتل 10 من عناصرها في قصف أمريكي على 3 زوارق مسلحة جنوب البحر الأحمر وذلك أثناء محاولتهم قرصنة سفينة ميرسك التجارية.
وكانت القيادة المركزية الأمريكية قالت في بيان إن الحوثيين هاجموا سفينة شحن تابعة لشركة “ميرسك” في البحر الأحمر، عبر زوارق مسلحة اقتربت حتى 20 مترا منها وحاول الصعود على متنها”.
وأوضحت أن “طائرات الهليكوبتر الأمريكية ردت بإطلاق النار دفاعا عن النفس وأغرقت 3 من الزوارق الأربعة وقتلت طواقمها، بينما فر الزورق الرابع من المنطقة”.
وشن الحوثيون منذ أكتوبر أكثر من 100 هجوم بحري ضد أكثر من 11 سفينة تجارية في البحر الأحمر تتبع أكثر من 35 دولة مختلفة.
وعلى إثر ذلك أطلقت واشنطن الشهر الماضي مبادرة “حارس الازدهار” لمرافقة السفن في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن بمشاركة أكثر من 20 دولة.