الثورة السبتمبرية الخالدة في ذكراها الستين وحتمية الخلاص من ظلم الإمامة في شكلها الجديد
المرسى – عدن
يحتفل أبناء اليمن في الداخل والخارج بالذكرى الستين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة والتي أنهت النظام الإمامي الكهنوتي البائد الذي جثم على صدور اليمنيين عقوداً من الزمن، وشهدت البلاد خلاله حالة من التخلف والمرض والفقر والعزلة.
وبعد مخاض كبير من النضال والحراك الشعبي والعسكري والثقافي ضد الإمامة والكهنوت، فجّر الضباط الأحرار ومعهم أحرار اليمن ثورة وغضبة شعبية عارمة في صبيحة السادس والعشرين من سبتمبر لتزلزل عروش الإمامة وتدفن الطغاة بتسلطهم وظلمهم.
دفع أبناء الشعب اليمني تضحيات غالية معمدة بالدم وبدعم ومدد عربي مصري في سبيل الخلاص من الكهنوت الذي نهب خيرات البلد وتسلط عليهم ونصب نفسه وصياً عليهم يتداولون حكمه في السلالة، لتنفض الثورة عن الشعب غبار التخلف والفقر والحرمان.
للاحتفال بالثورة السبتمبرية معانٍ ودلالات كبيرة، إذ إنه وبعد ستين عاماً من الحرية والديمقراطية والاستقلال والانفتاح الاقتصادي والاجتماعي، والانعتاق من الكهنوت، تحاول الإمامة العودة بصورة وشكل جديد عبر البوابة الحوثية، وبدعم إيراني، في مسعى لإعادة الماضي بكل أمراضه وعُقده وإغراق البلد من جديد في الفقر والجهل والمرض والعزلة.
احتفاء الشعب بثورته الخالدة يذكر كل من تسول له نفسه إعادة البلاد إلى حكم الوصابة الكهنوتية، بأن البلد له جيل تشرب الديمقراطية والحرية والاحتكام للصندوق والدستور والقانون سيرفض العودة إلى الوصاية أو أحقية إلهية للتسلط عليه.
ثورة لا تزال حاضرة في وجدان كل يمني لأنها تشكلت من رحم المعاناة والبؤس والحرمان وأنين القهر والإذلال، لتنقذ الشعب اليمني من كارثة كان التخلص منها حلماً يراود كل الأجيال، لتفتح هذه الثورة آفاق الاندماج في العالم وتكسر عنه العزلة، وتبدد ظلمات القرون.