مقترح حوثي ينسف إتقاق الكل مقابل الكل .. المليشيات وعرقلة إطلاق المعتقلين
المرسى – تقرير خاص
تراجعت مليشيات الحوثي عن إتفاق سابق مع الجانب الأممي يقضي بإطلاق جميع المعتقلين والأسرى في عملية تبادل الكل مقابل الكل وعادت تتحدث عن مقترح جديد قدمته للأمم المتحدة ينص على إطلاق الطرفين 200 أسير ومعتقل قبل عيد الفطر .
المقترح الحوثي يمثل إعلانا صريحا من المليشيات بنسف الإتفاق السابق بالإفراج عن الكل مقابل الكل بما فيهم قيادات كبيره بينها شقيق الرئيس السابق عبد ربه منصور ووزير الدفاع الصبيحي .
وبهذا المقترح تسعى المليشيات الى تحرير 200 من أبرز الأسماء التي يهمها إطلاقها من الأسر وهو نهج المليشيات الذي تستخدمه في كل مداولات سلام أو نقاش حول الأسرى والمعتقلين .
تتدرج المليشيات في نسف الإتفاقات من خلال الإنتقال من مربع الى أخر في نهج معروف للتنصل من الإلتزام بتنفيذ ما قبلت به أو ما وقعت عليه وأعلنت عنه وهذا التكتيك تستخدمه دوما .
عملية اطلاق الأسرى والمعتقلين الكل. مقابل الكل كان أحد بنود إتفاق أستوكهولم غير أن المليشيات عملت على تجزئة الإتفاق وذهبت لإطلاق دفعة مكونة من الف معتقل وحصلت على تحرير اكثر من الف أسير من مقاتليها فيما الطرف الأخر وهو الشرعية كل حصته من المعتقلين وغالبيتهم مدنيين إختطفتهم المليشيات من المدن والمحافظات بعيدا عن مسرح القتال .
وخلال كل نقاش حول عملية تبادل كلي للمعتقلين والأسرى تضع المليشيات عراقيل كثيرة أبرزها تقديم قوائم بأسماء غير موجودة لدى الشرعية وكشوفات لقتلى حوثيين دفنوا في مسارح القتال ومنهم من تحللت جثثهم وتم دفنهم وأخرين ذهبوا نتيجة غارات جوية ويصبح التعرف عليهم او الحصول على أدلة لتحدد هوياتهم مهمة مستحيلة .
وتقول مصادر إطلعت على نقاشات سابقة حول عمليات تبادل كليه أن مليشيات الحوثي قدمت قائمة بعدد كبير من عناصرها الذين تقول أنها فقدتهم في معارك تحرير عدن والجنوب عام 2015 م وذلك لعرقلة أي عملية لإطلاق المعتقلين والأسرى من الجانبين .
وعملت المليشيات خلال سنوات الحرب والإنقلاب الى تنفيذ عمليات اعتقال واختطافات وإخفاء قسري لألاف اليمنيين المدنيين بتهم زائفة لفقتها لهم وتعود بعد ذلك للمقايضة بهم لإطلاق أسراها الذين تم أسرهم في مسرح القتال وهي معادلة غير إنسانية تسكت عنها كل المنظمات الدولية الفاعلة في الشأن الحقوقي.
المقترح الحوثي الجديد هو ذات التكتيك المتبع من قبلها وال 200 أسير الذين تريد المليشيات تحريرهم هم من القيادات المهمة أو ذات الإنتماء السلالي والثقل الإجتماعي وكان الهدف من اعلانها سابقا جاهزيتها لتبادل الكل مقابل الكل هو تمرير مقترح ال 200 فقط .
لم تلتزم المليشيات بالهدنة حيث تنفذ عمليات عسكرية وقصف وخروقات مستمره كما أنها أحبطت جهود فتح مطار صنعاء بوضع عراقيل تتعلق بوثائق السفر رغم أنه سبق أن حددت الشروط ولم تعلق عليها المليشيات وفي موضوع تبادل الأسرى نسفت الإتفاق مقترح جديد كما أنها لم تقبل أي نقاش حول إنهاء الحصار على تعز .
وبإستثناء حصولها على عائدات ضخمة من دخول سفن المشتقات النفطية الى ميناء الحديدة فإن المليشيات لم تنفذ بندا واحدا من المتفق عليها للتمهيد لأرضية مشتركة تقود الى إنجاز إتفاق سلام ينهي الحرب والإنقلاب .