مدير مركز صنعاء للدراسات: الحوثيون يجهزون أنفسهم لمعركة كبرى

المرسى – عدن

أكد ماجد المذحجي المدير التنفيذي لمركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، أن الحوثيين يعتقدون أن الطريق مُعبّد أمامهم لحكم اليمن، لذلك لا يستجيبون لأي مسار سياسي للسلام، وما زالوا يرون فرصة الحسم العسكري سانحة.

وأضاف المذحجي في مقابلة راديو “مونت كارلو” إن الحوثيين يقومون -حالياً- بحشد المقاتلين، وتجهيز أنفسهم لمعركة كبرى أخرى حول مأرب.

وقال إن المشكلة مع الحوثيين معقدّة، ومكوّنة من خليطين؛ أوهام الجماعة بأنها تمتلك الحق التاريخي والديني في حكم اليمنيين، والطريق العسكري هو الوحيد الذي خبرته الجماعة للتعريف عن نفسها، لذلك تجد نفسها غريبة في عالم السياسة، ومطمئنة في حالة القتال.

وفي تطرقه لعلاقة إيران بالحوثيين، أكد أن إيران تمتلك سيطرة كبرى على الحوثيين لا يستطيع الحوثيون مقاومتها، فهي تزودهم بالمكونات والخبرات، وهي من تتحكم بعناصرهم، وبالتالي يتقرر جزء كبير من مصالح الحوثيين في طهران.

في حين رأى المذحجي، أن تشكيل مجلس قيادة رئاسي جديد، “ليس المخرج الوحيد، ولا يشكِّل الصيغة المثلى لحكم البلد، لكنه جسر عبور بين عهد الرئيس عبد ربه هادي منصور ومرحلة جديدة، يتم من خلاله، إما خلق فرصة للسلام مع الحوثيين، وإعادة تقسيم السلطة وإشراك الجميع فيها، أو حدوث معركة فعلية، لكن ليس بالطريقة التي أديرت فيها الحرب خلال السنوات السبع الماضية في اليمن”.

وذكر أن مجلس القيادة الرئاسي، هو اقتراح سياسي يقرّب وجهات النظر بين الحليفين الأساسيين في المعركة؛ الإمارات والسعودية، ويعبر أيضاً عن مجموعة مصالح أطرافٍ أساسية في المشهد اليمني، كانت مستبعدة بسبب تعقيداتٍ كثيرة، والآن تمت إعادة إدماجها في بنية السلطة السياسية.

واعتبر تشكيل المجلس فرصة لتوحيد الصفوف، باتجاه مجموعة مشتركاتٍ أساسية يمكن أن يقبل اليمنيون التوافق عليها؛ كإيجاد مسار سلام مع الحوثيين إذا وافقوا، وهي فرصة لتذكيرهم أن هناك أطرافاً أخرى في اليمن قادرة على الذهاب معهم، إما للسلام، وإما إلى معركة فعلية تعيد تحجيمهم.

مشيراً إلى أنّ شمول المجلس لأطرافٍ مختلفة، لا يعني تخليها عن هويتها، وتم ذلك على قاعدة اتفاق لتأجيل الخلافات الرئيسية، إلى حين الوصول إلى تسوية الملفات الأساسية العالقة، كما فتح المجلس فرصة لإيجاد تسوية لواحدة من أعقد مراحل اليمن، بعدما وصلت الحرب فيه إلى حائط مسدود.

ولفت إلى أن تشبث هادي بالسلطة، ودور أبنائه بإدارة الحكم والفساد، جعل الحوثيين أكثر المستفيدين من وجوده في الرئاسة، وذلك قبل عزله ونقل السلطة إلى مجلس القيادة الرئاسي.

وحول علي محسن الأحمر، قال المذحجي: “لطالما كان مثيرًا للاهتمام والقلق، فهو حتى بعد استقالته لا يزال يشكل خطراً، لا ندري أين سيذهب المسار بالأوراق التي في يده والنفوذ السياسي والصلات التي يمتلكها”، مشيرا في ذات الوقت إلى أن الأحمر كان موجوداً منذ سبع سنوات في السلطة ولم يقم بشيء، برغم كونه القائد الفعلي للجيش!

وقال مدير مركز صنعاء للدراسات، إن “حزب الإصلاح ما زال موجودًا بالمعادلة، ولم يخرج منها، لكنه حُجِّم، وأعتقد أنه يجب أن يكون هناك مساحة للأطراف الأخرى لكي يُختبر دورها في هذه المعركة، فعلى مدى عدة سنوات كان الإصلاح الطرف الأساسي في معادلة السلطة والحرب، ولكنه فشل”.

Exit mobile version