المرسى – العين الاخبارية
من القتال في صفوف مليشيات الحوثي إلى التآمر والتجسس على الجيش اليمني، تعددت مهام خلايا الانقلابيين التي تُهرب بالخفاء للمناطق المحررة.
فبحسب شهادات جديدة نشرها الجيش اليمني في وثائقي تابعته “العين الإخبارية”، فإن أبرز مهام أوكلها الحوثيون للجواسيس تمثلت بـ”رصد شخصيات وقيادات عسكرية وأفراد، وتحديد مواقع ومبانٍ عسكرية وأمنية، وتصوير وتثبيت إحداثيات لآليات عسكرية ومواقع”.
وتتألف الخلية الحوثية من 5 عناصر بينهم طفل، تم استخدمهم في اختراق المناطق المحررة لممارسة التجسس في مدينة تعز، أبرزهم “سام الجنيد، ومهند الفتيحي، وبسام الوصابي، وأمجد الحكيمي، ورضوان الزمر”.
وتنشر “العين الإخبارية” اعترافات الخلية الحوثية التي أكدت مجددا اتخاذ مليشيات الحوثي مدينة الحوبان شرقي محافظة تعز إلى منصة لإدارة الإرهاب في المناطق الخاضعة للحكومة اليمنية، منها مدينة تعز والعاصمة عدن.
تجنيد الحوثي للأطفال
في 7 أغسطس/آب 2018، استهدف الحوثيون مبنى إدارة الأمن في مدينة تعز بسلسلة قذائف لكن الهجوم المدفعي لم يكن ليحدث دون معلومات تلقتها المليشيات من أحد جواسيسها التي أرسلتهم للمناطق المحررة.
وكان هذا الجاسوس هو مهند أمين الفتيحي (16 عاما) ويتحدر من مدينة الحوبان شرقي تعز وأرسلته مليشيات الحوثي وأوكلت له مهمة رصد التحركات والتجمعات في مبنى “إدارة الأمن”.
ويقول الفتيحي في اعترافاته إنه “زود الحوثيين في مدينة الحوبان بمعلومات عن إدارة الأمن والشرطة العسكرية، حيث استهدفت المليشيات الهدف الأول قبل أن تطيح الأجهزة الأمنية بمصدر المعلومات.
وتحدث عضو الخلية الحوثية عن طريقة استقطابه من قبل قيادي حوثي يدعى أبو بدر المسيمير وآخر يدعى أبو علي السوفتيل وهو قائد دبابات سوفتيل الذي تقصف مدينة تعز من الجهة الشمالية.
وأقر الفتيحي أن “الحوثي جنده قبل 5 أعوام أي عندما كان في سن الـ11 من عمره، وتلقى دورة ثقافية في مدينة الصالح ودورة أخرى على كيفية التجسس ثم تولى مهمة في حاجز تفتيش في الصلو ثم كلفته بمهمة توزيع المدد قبل أن يكلف بالتجسس على الجيش الوطني في تعز مقابل راتب شهري يصل 30 ألف ريال نحو 50 دولارا”.
اعترافات الفتيحي لا تختلف عن شهادات سام عبده محمد هزاع الجنيد (21 عاما) وبسام محمد الوصابي (22 عاما) والذي يتحدر من محافظة حجة، حيث أوكل له “الحوثي رصد المؤسسات والآليات والمقار الأمنية”.
وأقر الوصابي في شهادته بأن “مليشيات الحوثي جندته عام 2019 عبر المشرف الحوثي أديب البحري في محور بني حسن في حجة، واستغلته في جلب إمدادات (القات) من صعدة إلى حجة”.
واعترف الوصابي بأنه تنقل مع مليشيات الحوثي في أكثر من جبهة وتلقى دورات طائفية وعسكرية وثقافية مختلفة قبل أن يدخل إلى تعز (المناطق المحررة) بزعم أنه “مواطن يرغب في استخراج جواز سفر”.
وكشف عضو الخلية الحوثية أن المليشيات تستخدم برامج تسمح بمسح كل محتويات الأجهزة الإلكترونية من معلومات بمجرد إدخال رمز محدد.
تمويه وتسلل
للانتقال للمناطق المحررة ومنها مدينة تعز، تستخدم مليشيات الحوثي حيل مختلفة للتمويه على عناصرها منها مرافقة النساء ومنها التسلل من المناطق القريبة من خطوط النار.
وأحد هؤلاء كان عضو الخلية الحوثية أمجد أحمد الحكيمي ( 35 عاما) الذي يتحدر من بلدة “ثعبات” في محافظة تعز، الذي تسلل من منفذ الإقراض وهو منفذ شيده المدنيون بعد قطع المليشيات للطرقات.
ويقول الحكيمي إنه عقب نجاح تسلله تحت التمويه بين المدنيين “أوكلت له مليشيات الحوثي الإرهابية مهمة رصد دبابات الجيش بعد أن أوجعها ضرباتها وبعثرت أوكارها”.
وفيما أشار إلى أنه كان على تواصل مباشر بالقيادي في المليشيات محمد حسن الصوفي، قال إن التحق عام 2015 بمليشيات الحوثي، حيث استقطبته بدورة في معسكر الإذاعة في سلاح المهندسين في الحوبان قبل أن يشارك في دورة في القصر الجمهوري وكان المشرفان على تلك الدورة هما أبو حسين عامر وأبو تراب.
واعترف أيضا بأن مليشيات الحوثي كلفته بتحديد مواقع الجيش الوطني ورصد مواقع الدبابات التي تدك أوكار المليشيات، كما أقر بتلقيه “دورات ثقافية ودورات نظامية ودورات تدريب سلاح ثم نقلته إلى ذمار”.
أما عضو الخلية الحوثية رضوان رشاد الزمر (30 عاما) والذي ينحدر من بلدة الأشمور في مديرية مذخرة في محافظة إب، فأقر بأن مليشيات الحوثي استغلت أوضاعه الأسرية عندما دخل مع شقيقته لتنفيذ مهمة استخباراتية وذلك بعد أن عمل قناصا لفترة في جبل الوحش غربي تعز.
واعترف بأن الهدف “من دخول تعز هو رصد المواقع العسكرية ورصد مواقع السلاح والعتاد”، وقال: “رافقت كريمتي إلى منطقة صالة فاستغلت ذلك مليشيات الحوثي وكلفتني برصد المواقع العسكرية في صالة لتحصيل معلومات بشأن عدد الأفراد والعتاد والأسلحة”.
كما أقر بأن قضيته الرئيسية لم تكن فقط التجسس وإنما العمل ضمن فريق القناصة التابع لمليشيات الحوثي الإرهابية.
وأضاف “التحقت بمليشيات الحوثي عام 2015 في محافظة صنعاء في الدفاع الجوي مع المشرف أبو قاهر وتم نقلنا إلى منطقة لأخذ دورة ثقافية ومن ثم أخذنا دورة عسكرية في مديرية رداع مع المشرف يوسف المحاجري ونزلنا إلى نهم للقتال”.
وهذه ثاني خلية تزيح الستار عنها السلطات الأمنية والعسكرية في مدينة تعز، حيث سبق وكشفت في أكتوبر/ تشرين الأول شهادات لـ3 عناصر إرهابية، أثبتت خلالها تجنيد مليشيات الحوثي للفقراء في مدينتي تعز وعدن وتدريبهم على تصنيع وزرع العبوات الناسفة وتفخيخ السيارات والدراجات النارية في مدينة الصالح في مدينة الحوبان.