“واحد تاني”.. هل عاد أحمد حلمي لجمهوره؟
المرسى – متابعات
منذ 2011 وينتظر جمهور النجم أحمد حلمي فيلما ينافس في جودته أفلام مثل “إكس لارج” و”كده رضا” و”ألف مبروك” و”آسف على إزعاج” و”عسل أسود” أو حتى الأفلام الخفيفة التي قدمها قبلها، لكن تعلق الجمهور بها.
ورغم دخول أغلب جيل حلمي من الكوميدانات في متاهة، فإن جمهور حلمي كان في انتظاره دائما ويدعم كل تجاربه السابقة انتظارا لعمل جيد، ثقة منهم فيه، ولكن في السنوات الأخيرة خاب أمل معظهم.
وفي حالة أي فنان آخر غير حلمي كانت كل هذه الفرص كفيلة للانفضاض عن أفلامه، لكن هناك حالة ترابط قوية بين حلمي وجمهوره خاصة إنه كان قادرا على جمع جمهور من أطفال وشباب وكبار، وأنه النجم المفضل للخروجات العائلية إلى السينما.
وبدأ عرض فيلم “واحد تاني” أمس مع بدء ليلة عيد الفطر، من تأليف هيثم دبور، وإخراج محمد شاكر خضير، وهو التعاون الأول لحلمي مع الاثنين، ويدور عن “مصطفى” فاقد الشغف، الذي يعمل في مصلحة السجون رغم مواهبه الكثيرة، إلى أن يقرر إجراء عملية “اللبوسة ذات الوميض” التي تعيد الشغف مرة أخرى، مثلما فعل من قبله “جاسر/ أحمد مالك”، لكن مصطفى يتعرض لآثار جانبية نادرة، تؤدي لتحوله شخصين في شخص واحد.
ولكي لا تحرق السطور التالية الفيلم بشكل أكبر لمن يريد مشاهدته، فإن الفكرة ذكية ومعالجة مختلفة للصراع داخل الشخص أو للصراع بين الخير والشر في إطار كوميدي، وهي تشبه في إطار عام فيلم me, myself and irene، وكذلك Dr. Jekyll and Mr. Hyde.
وباستثناء مشاهد قليلة للغاية، فقد نجح حلمي ومعه المخرج محمد شاكر خضير في عدم إرباك الجمهور، فيمكن بسهولة التفرقة بين الشخصين، مع الوضع في الاعتبار، إن “مصطفى” يشبه “سمسم” في “كده رضا” و”إكس” يشبه “البرنس” إلى حد ما في الفيلم ذاته، كما لم يقعوا في أخطاء متعلقة بفكرة الشخصين باستثناء المشهد الأخير.
يعتبر الفيلم عودة قوية لحلمي إذ ما قورن بأفلام السنوات العشر الماضية، فأحد مميزات الفيلم أن حلمي في كامل لياقته الذهنية ويقدم أداءً جيدا للغاية، وهو أمر يُحسب لخضير، لكن رغم أن الفيلم يعج بالفنانين فإن مساحة ظهورهم قليلة، باستثناء أحمد مالك ثم روبي ونور إيهاب، فيستحوذ حلمي على معظم مشاهد العمل.
ويعتبر المخرج محمد شاكر خضير من عناصر التميز في العمل، الذي نجح في الشقين الكوميدي والتراجيدي خاصة في المشاهد الأخيرة، بمساعدة من موسيقى ساري هاني، التي تعد من مميزات العمل أيضا.
أما على مستوى سيناريو العمل وفكرته، فإن فكرة اللبوسة ووجود شخصيتين هي فكرة تعطي مساحة كبيرة للضحك سواء من خلال الإيفيات المعتادة على طريقة حلمي أو كذلك المواقف الكوميدية، وهو ما حدث بالفعل خاصة في النصف الأول من الفيلم الذي جاء طويلا والذي أخر الصراع، وجعل الفيلم يمتد لساعتين تقريبا، ولم يغب الضحك عن النصف الثاني من العمل ولكنه قل، كما يمكن وصف سيناريو العمل بالجيد، إذ وازن بين جدية الفكرة والكوميديا، ولكن هناك بعض التساؤلات لم يكن لها إجابة، وهو ما أربك الجمهور مع نهاية الفيلم، خاصة أن النهاية جاءت مختلفة عن المسار الذي سار فيه النصف الثاني من العمل دون توضيح أو إشارة لذلك، وكذلك أيضا فكرة إضرار أحد الشخصتين بالآخر رغم كونهما في النهاية واحد، أو دوافع بعض الشخصيات في العمل، أو تحويل الشغوف لشخص شرير.
ختاما، فإن الفيلم هو عودة مقبولة جدا لحلمي من خلال فكرة مميزة وكوميديا حاضرة وأداء جيد بغض النظر عن الملاحظات على السيناريو والإخراج، لكن الجمهور الذي صنعه حلمي قد يُصدم الكثير منه لكثرة وجود الإيفيات الإيحائية، وهو أمر لم يكن من الممكن التخلي عنه في ظل فيلم قائم على أخذ شخص للبوسة، ولذا الفيلم منصف للإشراف العائلي “+12 عاما”.