محافظ الحديدة يكشف لـ”صحيفة خليجية “عن وصول سفن أسلحة إيرانية لمليشيا الحوثي
المرسى- الحديدة
من ثغرة السلاح إلى “عسكرة” البحر الأحمر، تنقل محافظ الحديدة اليمنية بين الملفات المرتبطة بالمحافظة الاستراتيجية، مشيدا بدولة الإمارات.
محافظ “الحديدة” في الحكومة المعترف بها دوليا، الحسن طاهر، تحدث في مقابلة مع “العين الإخبارية”، عن وصول أسلحة إيرانية لميناء المحافظة الخاضع لسيطرة الحوثيين، وعسكرة الأخيرة للبحر الأحمر وتهديدها مصالح دول إقليمية.
وكشف الحسن طاهر عن تدفق وصول سفن قادمة من إيران، تحمل كميات مختلفة من الأسلحة للميناء الحيوي الخاضع لمليشيا الحوثي.
وأوضح طاهر أن “سفنا إيرانية محملة بالأسلحة عادت للتدفق بشكل بالغ الخطورة إلى ميناء الحديدة، خلال الآونة الأخيرة، في انتهاك لقرار مجلس الأمن (2216) الذي يحظر تهريب الأسلحة للحوثيين”، متهما الأمم المتحدة والدول الغربية النافذة في ملف اليمن بـ”التواطؤ في تسهيل صفقات السلاح المهرب”، على حد تعبيره.
المسؤول اليمني قال إن “الحكومة الشرعية والمجلس الرئاسي يرفضان بشدة تعطيل الآلية الأممية لتفتيش سفن الشحن الداخلة إلى ميناء الحديدة، وترى أن عدم تطبيقها بسبب قلة الموارد أو غيره هو بمثابة تواطؤ مشترك أممي – غربي، لتغذية الانقلابيين المدعومين من إيران”.
وكانت وزارة الدفاع اليمنية قد أكدت رصد تحرك سفن إيرانية بشكل مباشر من ميناء بندر عباس إلى ميناء الحديدة مؤخرا، فيما وثقت الحكومة البريطانية دخول 500 سفينة على مدى 8 أشهر مضت، ولأول مرة منذ 2016، إلى موانئ يسيطر عليها الحوثيون دون أن تخضع لآلية التفتيش الأممية المنشأة من مجلس الأمن لتطبيق قرار حظر تهريب الأسلحة للانقلابيين.
محافظ الحديدة قال أيضا خلال المقابلة، إن الهجمات الحوثية البحرية التي انطلقت في أكتوبر “لا تنصر الفلسطينيين وإنما تستهدف الإضرار بمصالح مصر إلى جانب استهداف السعودية وهي هجمات لم تضر إسرائيل بشيء واستدعت جلب البوارج والسفن الحربية لعسكرة البحر الأحمر”.
قلب الحوثي النابض
ووصف طاهر، ميناء الحديدة بأنه “رئة” يتنفس بها الحوثيون، ويعد بمثابة “القلب النابض” لهم.
وأضاف أن “مليشيا الحوثي تستغل ميناء الحديدة في تهريب الأسلحة وجني الأموال وجذب الموارد”، وحولته “مؤخرا إلى منصة للهجمات على خطوط الملاحة البحرية وهو ما أثّر بشكل كبير على المواطن اليمني وسلاسل الإمداد”.
وأشار محافظ الحديدة إلى أن الهجمات الحوثية البحرية التي انطلقت في أكتوبر “لا تنصر الفلسطينيين وإنما تستهدف الإضرار بمصالح مصر إلى جانب استهداف السعودية وهي هجمات لم تضر إسرائيل بشيء واستدعت جلب البوارج والسفن الحربية لعسكرة البحر الأحمر”.
وأكد أن” هجمات مليشيا الحوثي في البحر أثّرت على الداخل اليمني بمفاقمة الأسعار وزيادة الأزمات”.
رفع الغطاء الدولي
ومنذ أواخر 2018, تخضع الحديدة لمراقبة الأمم المتحدة بموجب اتفاق ستوكهولم الذي يقول المحافظ إنه “قيّد معركة الحكومة الشرعية ومنع خلالها المجتمع الدولي القوات المشتركة من التقدم ودخول المدينة وتحرير الموانئ الاستراتيجية”.
وبالنسبة للمسؤول اليمني، فإن هذا الاتفاق الأممي بات “مظلة لأنشطة مليشيات الحوثي التي حولت الحديدة مؤخرا إلى ساحة متقدمة لتهديد المصالح الدولية في خطوط الملاحة في البحر الأحمر”.
كما وفّر هذا الاتفاق- بحسب محافظ الحديدة “حماية للحوثيين لنهش المحافظة على كافة المستويات، وممارسة الجرائم بلا هوادة وهو ما يجعل أبناء المحافظة أمام خيار حتمي لتفجير انتفاضة داخلية ضد هذه المليشيات لكسر قيود التحرير”.
وأكد طاهر أن “الشرعية لا تحتاج لدعم دولي لاستئناف معركة الحديدة وإنما لرفع الغطاء عن هذه المليشيا من قبل المجتمع الدولي ومنح الحكومة المعترف بها دوليا الضوء الأخضر، حيث تملك قواتنا المشتركة القدرة الكافية للتحرير الحاسم”.
وعن أهمية الحديدة، وصفها بـ “مفتاح النصر لتحرير صنعاء”، قبل أن يضيف: “نُذكر العالم الذي عرقل عملية تحريرها وأعادنا من أبواب منازلنا أنه بات يتجرع المرارة في البحر من نفس الكأس”، ورغم ذلك “لم تتغير النظرة تجاه مليشيا الحوثي ويتم التعامل معها كطفل مدلل”.
مهمة أممية متعثرة
وبشأن بعثة المراقبة الأممية في الحديدة، بيّن طاهر أن تعامل الحكومة اليمنية معها يسير وفق “مبدأ الدولة ذات العلاقات الإقليمية والدولية”، فيما تعامل الحوثيون معها انطلاقا من مبدأ “العصابة التي لا تخشى أية عواقب”.
مستطردا “التزمنا في القوات المشتركة والحكومة اليمنية بكافة مضامين اتفاق الحديدة ونفذنا ذلك على الأرض على عكس المليشيا الحوثية التي لم تلتزم في بند واحد وأخلت بالاتفاق وفرضت قيودا مشددة على أداء البعثة الأممية”.
وتابع “في الحقيقة أصبحنا نرى أن تواجد البعثة الأممية في الحديدة عبئا على الشعب اليمني، حيث يتم صرف ملايين الدولارات مقابل أداء مهمة متعثرة، وتقف عاجزة عن تنفيذ مسؤوليتها” وهو ما يخدم الحوثيين
وأشار إلى أن البعثة الأممية “تناست مهمتها الرئيسية المتمثلة بإجبار مليشيا الحوثي على تنفيذ اتفاق الحديدة، لكنها انصرفت عن أداء مهمتها إلى ملفات هامشية”.
ودلل طاهر بأحد الأمثلة التي تؤكد انصراف البعثة الأممية في الحديدة إلى رعاية وتنفيذ فعاليات مجتمعية ليست ضمن اختصاصها، من قبيل “إقامة ورش تدريبية للنساء على صناعة البخور والعطور”.
ولم يتسنَّ لـ”العين الإخبارية” الوصول بشكل فوري إلى البعثة الأممية للتعليق على تصريحات محافظ الحديدة.
كما لم يتسن الحصول على تعقيب فوري من قبل السلطات الإيرانية حول “تدفق السفن المحملة بالسلاح” إلى ميناء الحديدة.
المشاريع الإماراتية
وفي معرض حديثه عن الجهود الإماراتية، تحدث محافظ الحديدة عن الدور الإنساني للدولة، وحضورها المبكر والمهم في الساحل الغربي عبر دعمها المتواصل لتشييد المشاريع التنموية والخدمية والإغاثية.
وقال إن “دولة الإمارات ما زالت حاضرة بمشاريعها التنموية منها مشروع بناء مستشفى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، الذي يجري تشييده في مدينة الخوخة”.
وأردف “كما تلقينا وعودا من رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي والأشقاء الإماراتيين بتشييد محطات كهرباء لمعالجة انقطاع التيار أحدها بقدرة 50 ميغاواط، لإمداد مدينتي الخوخة وحيس المحررتين بالطاقة”، وهي مشاريع ستضع حدا لمعاناة طويلة تؤرق المواطن والمسؤول.
وثمّن طاهر “دور دولة الإمارات في تخفيف محنة اليمنيين، وبالأخص سكان المناطق المحررة من الحديدة”.
وأشاد محافظ الحديدة بجهود الحكومة اليمنية ومجلس القيادة الرئاسي في صرف مرتبات موظفي عدد من قطاعات المحافظة، وبدء وزراء الوزارات الخدمية بتفقد أحوال المحافظة، آملا في أن يتم صرف موظفي بقية القطاعات لتعزيز حضور الشرعية ضد الحوثي.