الحوثي يداوي جرحاه و”يقبر” مرضى كورونا
المرسى – وكالات
نفدت الطاقة الاستيعابية لأغلب مستشفيات العاصمة اليمنية صنعاء المختطفة من قبل جماعة الحوثي إثر تكدس جرحى المليشيا الانقلابية.
ورفعت المعارك الدائرة في جبهات مأرب والجوف وتعز وحجة والحديدة وتيرة عمليات الدفن والتشييع اليومية، التي تنفذها مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا، بشكل لافت.
وفي ظل الهزائم المتلاحقة التي تلقاها الحوثي في مختلف الجبهات، تستقبل مستشفيات صنعاء أعدادا جديدة من جرحى المليشيا كل لحظة، آخذةً مكان آلاف المرضى المدنيين الذين باتوا يجدون صعوبة بالغة في تلقي الخدمات الصحية.
كما ملأت جثث قتلى الحوثيين جميع ثلاجات حفظ الموتى في المستشفيات الحكومية بالمناطق الخاضعة لمليشيا الحوثي، لتلجأ مؤخرا لدفن جثث ضحايا الانفلات الأمني من القضايا العالقة، لإفراغ الثلاجات لصرعاها.
جرحى يغرقون المشافي
وتمتلئ أروقة المستشفيات الحكومية في صنعاء بمئات المصابين من مقاتلي الحوثي، حيث يفترشون الأرض بعد احتلالهم جميع الأقسام بما فيها المخصصة للأطفال.
وقالت مصادر طبية في صنعاء إن جميع الأسرّة في مختلف أقسام المستشفيات الحكومية الكبرى مشغولة جراء استمرار توافد جرحى الحوثيين القادمين من جبهات مأرب، ووجود المئات منهم إلى جانب الأسرّة الأساسية.
وتحدثت المصادر لـ”العين الإخبارية” عن إجبار الحوثي لعدد من الأطباء على مغادرة المستشفيات وترك دوامهم الرسمي في خدمة المواطنين، لعلاج قيادات المليشيا داخل منازلهم وسط إجراءات أمنية مشددة.
وحسب المصادر فإن جميع مستشفيات “صنعاء” و”إب” و”ذمار” تواجه ضغطا شديدا جراء استقبالها أعدادا متزايدة من الجرحى الذين نقلوا من جبهات مأرب خصوصا، فيما أصبحت 80 % من إجمالي المشافي خارج الجاهزية وشبه ممتلئة بالجرحى من المليشيا.
وتأتي أزمة جرحى المستشفيات في ظل تفشي موجة ثانية من وباء كورونا في صنعاء منذ مطلع مارس وتسجيل عشرات حالات الإصابات وسط تكتم المليشيات.
كما حظرت مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا على جميع المستشفيات الحكومية والخاصة استقبال الحالات المرضية التي تتشابه أعراضها مع فيروس كورونا خشية على جرحاها.
أعراض كورونا
وكشفت مصادر طبية لـ “العين الإخبارية” عن منع استقبال مرضى الجهاز التنفسي حتى المصابين بمرض الربو المزمن في المستشفيات الحكومية والخاصة خشية تفشي فيروس كورونا بين جرحى المليشيات الحوثية.
وأشارت المصادر الى أن المليشيات شكلت فرق أمنية وطبية مشتركة وزعتها على كل المستشفيات الحكومية لمنع دخول أي شخص تظهر عليه أعراض مرضية في الجهاز التنفسي أو الاشتباه بإصابته بكورونا.
وتحدث أحد أقارب مريض بالربو لـ “العين الإخبارية” أن مستشفيات العاصمة صنعاء رفضت استقبال والدته التي تعرضت لنوبة ربو شديدة وكانت بحاجة إلى جهاز بخار وإشراف طبيب مختص وليس جهاز تنفس صناعي مما اضطره لشراء جهاز بخار واستدعاء طبيب إلى المنزل لعلاج والدته.
وتساءل عددا من الأطباء على مواقع التواصل الاجتماعي عن الجاهزية التي تحدثت عنها مليشيا الحوثي لمواجهة فيروس كورونا في حين ترفض المستشفيات استقبال مرضى الجهاز التنفسي.
وقال طبيب، فضل عدم الكشف عن هويته، لـ “العين الإخبارية ” إن جميع مستشفيات صنعاء لا تستقبل مرضى الجهاز التنفسي.
واستشهد الطبيب بحادثة فتاة تواصلت معه بحثا عن مأوى طبي لوالدها بعد أن وصلت نسبة الأكسجين في دمه الى أقل من 60 % وعلاماته الصحية في تدهور سريع لكن كل المشافي رفضت استقباله رغم محاولته الحثيثة.