الاحتفالات الحوثية بالمولد .. نموذج الاستغلال الديني لجماعات الاسلام السياسي
امتلأت شوارع المدن الخاضعه لسيطرة جماعة الحوثي بالزينة والأنوار والشعارات الطائفية الحوثية بمناسبة “المولد” في حين تختنق أحياء تلك المدن بالنفايات ومياه الصرف الصحي مما أدى الى انتشار الأمراض بصوره غير مسبوقة.
وكشفت مصادر خاصة لـ”المرسى” أن مليشيا الحوثي فرضت 400 مليون ريال على تجار ومصانع وشركات ومزارعين وصيادين والمتاجر الصغيرة والبساطين في عموم محافظة الحديدة فقط لدعم احتفالات المولد، ذهبت لمشرفين وقيادات حوثية ولجنة تنظيم الفعاليات.
وبحسب المصادر، فإن مشرفي الحوثي في مديريات الزيديه والضحي وزبيد والمراوعه والسخنه والجراحي واللحية والقناوص والزهره والمغلاف والصليف، فرضوا على التجار وأصحاب المحلات دفع مبالغ تتراوح بين 40 إلى 150 ألف ريال من أجل فعاليات المولد، كما ألزم أصحاب العربيات والبسطات بدفع مبلغ 10 ألف ريال.
وفي مديريات بيت الفقيه وباجل ومدينة الحديدة تم فرض جبايات على تجار الجملة مبالغ تتراوح بين 100 إلى 300 الف ريال، وعلى تجار التجزئه من 30 إلى 70 ألف والفراشين والعربيات 10 ألف، وفقاً للمصادر.
وقسمت مليشيا الحوثي ساحات الاحتفال بالحديده إلى ساحتين، اﻷولى في مدينة الحديدة وتشمل المديريات الشرقيه والشمالية، والساحة الأخرى في المنصوريه وسيتم الحشد لها من المديريات الجنوبيه مع مديريات ريمه.
في غضون ذلك تفتك الأوبئة بعشرات المواطنين في مناطق سيطرة المليشيا بمحافظة الحديدة جراء تكدس النفايات وسوء خدمات الصرف الصحي بينما تنشغل المليشيا بتعليق الزينة والأنوار وعمليات النهب.
انتابت حالة من الغضب والاستنكار اليمنيين بسبب مظاهر الاحتفالات المبالغ بها بذكرى المولد النبوي، والتي مارس فيها الحوثيون كل أساليب الابتزاز للمواطنين والتجار طيلة أسابيع، وكلفت مبالغ طائلة في ظل تدهور الوضع الإنساني في اليمن مع توقف صرف الرواتب لأكثر من مليون موظف في القطاع الحكومي للعام الرابع.
وتفاعل الناشطون بكثافة على هاشتاغ #الحوثي_ينهب_باسم_المولد، وتحدثوا من خلاله عن استغلال الحوثيين للمناسبة الدينية بشتى أساليب الابتزاز من أجل النهب والاستيلاء على أموال الناس، الذين يعانون أصلا من أزمة اقتصادية بالكاد يؤمنون فيها قوت يومهم. وكتب ناشط:
وقال مغرد:
وفي مناطق سيطرة الحوثيين باليمن، وخاصة صنعاء، جرى التحضير للاحتفالات منذ أسابيع، بينما تأهبت جميع الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة لهم من أجل إحياء وتأمين المناسبة التي أعلنتها الجماعة عطلة رسمية.
واصطبغت الشوارع الرئيسية والمباني الحكومية بالعاصمة باللون الأخضر احتفاء بالمناسبة، بينما انتشر المئات من عناصر الجماعة في الشوارع لتأمين الفعالية.
ونظمت المؤسسات الحكومية والجامعات والمدارس خلال الأيام القليلة ندوات تمجّد إحياء ذكرى المولد النبوي.
وقال سمير صالح، وهو موظف في وزارة الزراعة والري، “كان من الأولى أن يتم صرف تلك المبالغ الكبيرة على الجوعى والمشردين، بدلا من طباعة لافتات وتعليق الرايات الخضراء لاستفزاز الناس فقط”.
واشتكى تجار من أن الحوثيين عمدوا إلى فرض إتاوات كبيرة عليهم بحجة إحياء المولد النبوي. وقال أحد التجار في القطاع الكهربائي، مفضّلا عدم نشر اسمه لاعتبارات أمنية، إن الحوثيين طلبوا منه مبلغ مئة ألف ريال (190 دولارا)، مخصصا لإحياء المولد، وبعد مفاوضات معهم جرى تخفيض المبلغ إلى 130 دولارا. وأضاف، “إذا رفضت فأنت بالنسبة إليهم عدو، ولذا ستكون مستهدفا بشكل يومي”.
كما شملت التحضيرات إنفاق ملايين طائلة لطباعة لوحات دعائية ضخمة وطلاء جداريات وشوارع العاصمة صنعاء باللون الأخضر وشعارات طائفية تابعة للجماعة، وسط حالة من الانزعاج والاستنكار بين المواطنين، الذين لم تنطل عليهم ادعاءات الحوثي.
وترافقت التحضيرات الحوثية المبكرة لإحياء الفعالية مع حملة واسعة تتضمن جمع الجبايات بأكثر من طريقة، منها توزيع قسائم تبرعات إلزامية على هامش فعاليات فرعية شملت المدارس والجامعات، وتوزيع لجان مسلحة لاختلاس جبايات من المحال التجارية والمطاعم والصيدليات والمؤسسات والشركات، ولم تستثن المواطنين والباعة المتجولين.
وعكست الحملة التعسفية والاختطافات وجمع الجبايات والانتشار الواسع للشعارات الطائفية بذريعة فعالية المولد النبوي، حالة من السخط الشعبي وردود أفعال غاضبة عبّر عنها نشطاء وصحافيون في تدوينات على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال أحدهم:
وكتبت مغردة:
S_yeme@
لم يترك الحوثي لليمنيين شيئا إلا ونهب وسرق باسم النولد. وهذه الأيام يسرق باسم رسول الله. #الحوثي_ينهب_باسم_المولد.
وأضاف ناشط:
@ANESmanso1
البنك المركزي اليمني لا أموال لا رواتب، تم نهب كل ما فيه، لكنّه أخضر في #المولود_النبوي_الشريف #الحوثي_ينهب_باسم_المولد.
ولم يجد زعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي، حرجا من استثمار المناسبة الدينية للدعاية والترويج لجماعته بحجة ما سماه “التمسك بالثوابت”، محذرا الشباب من حالة الفوضى في التلقي الإعلامي على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام.
واعتبر الحوثي، في الخطاب الذي بثته قناة “المسيرة” التابعة للجماعة، أن ما يحدث في العراق ولبنان من احتجاجات شعبية هو “حالة من الفوضى”.
لكن الشباب الذين وجّه لهم خطابه، ردوا عليه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين استغلاله المناسبة للاستقطاب السياسي والطائفي، ومحاولة بعث رسائل من التحشيد الجماهيري باستناد الجماعة إلى حاضنة شعبية للتغطية على العزلة التي تعيشها الجماعة، خاصة مع تنامي حالة السخط الشعبي جراء سطوة القمع التي تسلطها على رقاب المواطنين منذ خمس سنوات.
وعلق آخر:
kald7255@
ينهبون أموال الناس ويسرقون أقواتهم ويسفكون دماء اليمنيين، ويقنصون الأطفال والنساء، ويمارسون الإخفاء القسري للرجال، ثم يأتون للاحتفال بالمولد النبوي. يحتفل القتلة والمجرمون الحوثيون بمولد نبي الرحمة ويمارسون أبشع الجرائم.
وكتب مغرد:
Khlooddah1999@
ما صرفته الميليشيات الحوثية من إمكانيات للتجهيز والإعداد بمناسبة المولد النبوي، يكفي لإضاءة صنعاء نصف عام وصرف مرتبات الموظفين مدة مماثلة.
وجاء في تغريدة:
XljRQpV3ap4oA6Y@
ميليشيات الحوثي الطائفية تحاول تلميع نفسها على حساب المشاعر الدينية، وتقوم بنهب وسلب المواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرتها إحياء ذكرى مولد النبي.
عن “العرب” اللندنية