المرسى – العين الإخبارية
ما إن وطأت قدما نائب رئيس المجلس الرئاسي باليمن طارق صالح أرض تعز، حتى ضجت مليشيا الحوثي بالصراخ؛ إذ كسرت زيارة الرجل حصارا مفروضا منذ 8 أعوام.
وعقب الزيارة الاستثنائية التي تُوجت بتحالف عسكري- سياسي جديد لتحرير شمال اليمن، سارعت مليشيا الحوثي باستدعاء كبار قياداتها في محافظة تعز، ودفعت بتعزيزات عسكرية ضخمة استعدادا لمعركة حاسمة.
وحصلت “العين الإخبارية” من مصادر أمنية رفيعة على معلومات حصرية تكشف “استدعاء زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي لكبار قياداته وأذرع طهران في جبهة تعز، وقيادات سياسية تنتمي إلى المحافظة، على رأسها سلطان السامعي” عضو ما يسمى “مجلس الحكم السياسي الأعلى”.
ووفقا للمعلومات فإن “الاستدعاء جاء عقب زيارة العميد طارق صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي إلى تعز، وما شهدته المحافظة من توافق سياسي لبناء كتلة عسكرية موحدة ضد مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا”.
وتشير المصادر الأمنية إلى أن زعيم المليشيا الحوثية عقد اجتماعا عبر دائرة مغلقة مع قيادات كبيرة عسكرية واستخباراتية وسياسية، بحضور أحمد حامد مدير مكتب رئاسة “المجلس الأعلى” للحوثيين، وعبداللطيف المهدي قائد مليشيا الحوثي في تعز وما يسمى “المنطقة الرابعة”، وذلك لبحث “مؤامرة جديدة” تستهدف المحافظة الواقعة في الجنوب الغربي لليمن.
حشد على جناح السرعة
وكشفت المصادر لـ”العين الإخبارية” عن أن زعيم المليشيا وجه القيادات الحوثية بتحرك عاجل عسكريا وسياسيا واجتماعيا وإعلاميا، في محافظة تعز، والاستعداد لأي تطورات محتملة وتكثيف الحضور العسكري.
كما وجه زعيم المليشيا بـ”إرسال التعزيزات إلى جبهات محافظة تعز، والقطاع الجنوبي بشكل عام من تعز إلى الضالع”.
وأبدى زعيم المليشيا تخوفه من رد عسكري محتمل أو ما وصفه بـ”استعدادات لتصعيد ميداني في جبهات تعز” من قبل قوات الشرعية والقوات المشتركة.
ووجه الحوثي القيادات العسكرية بمتابعة دقيقة لتطورات الوضع في تعز، وتقييم شامل للجبهات في البرح بتعز، وغرب المحافظة المصنفة عاصمة ثقافية للبلاد وتملك ثقلا عسكريا كبيرا.
لجنة عسكرية حوثية
وطبقا للمصادر فإن “زعيم المليشيا طلب خلال حديثه تشكيل لجنة أمنية وعسكرية مصغرة لمحافظة تعز والضالع ولحج برئاسة عبداللطيف المهدي، ومشاركة سلطان السامعي، و3 ضباط آخرين من قيادات المليشيات الذين ينتمون لمحافظات تعز والضالع ولحج”.
كما وجه زعيم المليشيا بتشديد الحضور الأمني في المنافذ مع تعز، في إشارة إلى مضاعفة القيود والحصار المفروض على المدينة منذ أكثر من 8 أعوام.
وقالت المصادر إن “القيادي الحوثي سلطان السامعي أبلغ زعيم المليشيا أنه لم يتم تنفيذ أي من الاتفاقيات التي تمت سابقا بتوجيه منه، حول تعز وبعض المحافظات، ومنها تعيين شخصيات وقيادات في مناصب محلية وحكومية”.
في السياق، قال القيادي الحوثي عبداللطيف المهدي، خلال الاجتماع، أنه “تم تحديد معسكرات إسناد في مناطق على مشارف تعز، ومركز إسناد في مقر اللواء بمحافظة إب، وأن الاستعدادات والتعزيزات تتم وفق ما تتطلبه المستجدات على الأرض”، على حد قوله.
وتفيد المعلومات باعتزام مليشيا الحوثي التصعيد بشكل واسع وغير مسبوق في جبهات تعز، وهو ما يستدعي توحيد قوى الشرعية بشكل سريع في المحافظة والاستعداد لخوض معركة فاصلة مع المليشيات الانقلابية، كما يقول مراقبون.