المرسى – إعلام العمالقة
فجأة وجد عبدالله نفسه مبتور الذراع قبل أن يكمل العقد الثاني من عمره، أما ذراعه الآخر فقد بترت إحدى أصابعه منها.
ولا تزال الندوب شاهداً تحكي قصة الألم وماساة شاب يحمل جروح غائرة، لم يعد باستطاعته أن يحمل قلما يطلق العنان لأفكاره على الورق ولا ريشة يرسم بها عالم آخر غير عالمنا الذي تلون بالأسود الحالك، بفعل مليشيا الحوثي.
الشاب عبدالله محمد حسن أشرف(17 عاماً) أحد أبناء قرية اليابلي الواقعة شرق مديرية الخوخة، له 11 أخا؛ بينهم 9 بنين، و6 بنات، أصيب عبدالله إثر انفجار من مخلفات مليشيا الحوثي، بترت ذراعه اليمنى على إثره، إضافة إلى جراح غائرة متفرقة في جميع مناطق جسده.
يعيش عبدالله وأسرته المكونة من 17 فرداً ظروفاً معيشة قاهرة في ظل الحرب، إذ يرزحون تحت فقر مدقع، وهو أنه أكبر أخوته ولا يستطيع مساعدة والده بمصاريف المنزل لتأمين لقمة العيش لإخوته الـ11.
يتذكر عبدالله تفاصيل الحادثة التي بترت ذراعه على إثرها قائلا: “أصبحت معاقا، وكررها ثانية أصبحت معاقا ولا أمتلك أي شيء”.
يتحدث طفل صغير عن المأساة الكبيرة، وهو ابن عم عبدالله، يقول إن “قذيفة مليشيا الحوثي التي أصابت عبدالله وبترت يده، أصابت أيضا عمه بجراح في يده وتسبب بأضرار بالغة في إحدى عينيه، وأصبح عبدالله معاقا ولا يقوى على العمل”.