المرسى – الحرة
تدرس إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اتخاذ إجراءات ضد جماعة الحوثيين اليمنية، من بينها تصنيفها كمنظمة إرهابية، بحسب ما نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤولين أميركيين لم تسمهم.
وتهدف هذه الخطوة لزيادة الضغط على إيران، الراعي الرئيسي للحوثيين.
والحوثيون يعانون أساسا من العزلة، لكن تصنيفهم كإرهابيين، سيعقد من وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق الشاسعة التي يسيطرون عليها في اليمن.
تعثر جهود التسوية السلمية
يأتي ذلك في الوقت الذي تتراجع فيه حظوظ التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة اليمنية، والتي تسببت في انقسام حاد وأسوأ أزمة إنسانية سمحت لإيران بزيادة نفوذها في شبه الجزيرة العربية.
وجماعة الحوثي التي تتحدر من أقلية شيعية موالية لإيران، تحارب الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، وتحالفا عسكريا بقيادة السعودية.
ونظرت إدارة ترامب سابقا في تصنيف جماعة الحوثي، المعروفة رسميا باسم “أنصار الله”، كجماعة إرهابية في عام 2018.
لكن الخطة تم تأجيلها، ويرجع ذلك جزئيا إلى مخاوف من بينها تعقيد تسليم المساعدات الإنسانية، وتعريض الغربيين العاملين في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن إلى الخطر، فضلا عن تعقيد جهود التسوية السلمية.
بات أكثر ترجيحا
ولكن مع قرب انتهاء أمد العقوبات الدولية ضد إيران، وسعي الإدارة الأميركية الحثيث لتمديد حملة “الضغط القصوى” ضد الجمهورية الإسلامية، يبدو أن التصنيف بات أكثر ترجيحا.
ويقول مسؤولون غربيون إن إيران زادت بشكل مطرد من دعمها للحوثيين، وقدمت المزيد من الصواريخ والطائرات بدون طيار وغيرها من المساعدات العسكرية.
مراجعة قانونية واستخباراتية
وقال مسؤول أميركي كبير إن المسؤولين يستعدون لإجراء مراجعة قانونية واستخباراتية لتحديد ما إذا كانت جماعة الحوثي تفي الآن بمعايير تصنيفها كمجموعة إرهابية، أو فرض عقوبات جديدة عليها، بطريقة لم تشهدها من قبل.
وقال المسؤول إن إحدى الأسباب التي قد يلجأ إليها في إدراج الحوثيين ضمن الجماعة الإرهابية، هو علاقتها بالحرس الثوري الإيراني المصنف إرهابيا من قبل الولايات المتحدة، منذ عام 2019.
وبالتزامن مع الضربة الأميركية التي قتلت القائد السابق لفيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، في بغداد، يناير الماضي، نفذ الجيش الأميركي أيضا ضربة فاشلة في اليمن ضد عبد الرضا شهلاي، وهو مسؤول كبير آخر في فيلق القدس، يعتقد أنه يعمل مع الحوثيين.
وقد رفضت الخارجية الأميركية التعقيب على الحديث الدائر حول احتمال تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية.
يمهد الطريق لهجمات عسكرية
يشار إلى أن الحكومة السعودية صنفت الحوثيين جماعة إرهابية عام 2014. فيما يخضع زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، بالفعل لعقوبات أميركية بسبب زعزعته لاستقرار اليمن.
ويقول جايسون بلازاكيس، الأستاذ في مركز “ميدلبيري للدراسات الدولية”، في حديثه مع “واشنطن بوست”، إن تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية، يعتبر أكثر ضررا من العقوبات الأخرى، ويمكن أن يمهد الطريق لهجمات عسكرية ضدها، على غرار ما حدث مع الحرس الثوري الإيراني.
وقال بلازاكيس إنه من الممكن صياغة بعض “الاستثناءات” التي بإمكانها أن تتيح للمنظمات الإنسانية التعامل مع الجماعة دون التأثير على المساعدات.