المرسى – متابعات
دعا خبراء الأمم المتحدة، اليوم الإثنين، سلطات الأمر الواقع الحوثية إلى الإفراج العاجل عن 16 بهائياً، بمن فيهم خمس نساء مختطفين منذ الشهر الماضي، ولا يُعلم مكان احتجازهم.
جاء ذلك في بيان صادر المقررة المعنية بحرية الدين والمعتقد، والمقرر الخاص المعني بحالات الإعدام خارج، والمقرر الخاص المعني بقضايا الأقليات، والمقرر الخاص المعني بالحق في حرية التجمع السلمي، والمقررة الخاصة المعنية بالتعذيب وغيره من ضروب المعاملة، وفريق العمل المعني بحلات الاختفاء القسري، والمقرر الرئيسي ونائب المقرر الرئيسي التابعين لمجلس حقوق الإنسان والأمم المتحدة.
وقال البيان إن الخبراء قلقون “للغاية بشأن مصير 16 بهائيًا اختفوا على يد مليشيا الحوثي في صنعاء قبل أربعة أسابيع، ولا يزال مكانهم مجهولاً”.
وأضاف: “نحث سلطات الأمر الواقع على إطلاق سراحهم فورًا والامتناع عن أي إجراء آخر قد يعرض سلامتهم الجسدية والنفسية للخطر”، مشيرا الى أن “اختطاف هؤلاء الأفراد وإخفاء مصيرهم وأماكن وجودهم أعمال ترقى إلى الاختفاء القسري”.
وأشار البيان إلى أنه “في 23 مايو 2023، اجتمعت مجموعة من 17 بهائيًا بشكل سلمي في مسكن خاص لانتخاب الهيئة الوطنية الحاكمة للمجتمع الديني، عندما اقتحم مسلحون حوثيون يرتدون أقنعة الاجتماع فجأة، ثم اختطف المسلحون البهائيين السبعة عشر ونقلوا إلى مكان مجهول بنية محاكمتهم”.
ولفت الى أنه “لم يُفرج إلا عن واحد منهم، بينما لا يزال مصير ومكان وجود الـ 16 الباقين – بمن فيهم خمس نساء – مجهولين”.
تابع البيان أنه “منذ عدة سنوات، أعربنا عن قلقنا بشأن أنماط الانتهاكات التي تصور سيناريو اضطهاد مستهدف للأقليات الدينية في المناطق اليمنية التي تسيطر عليها حركة أنصار الله (المعروفة أيضًا باسم الحوثيين)”.
وأكد البيان “تعرض البهائيون وأعضاء الأقليات الدينية الأخرى، في مناسبات مختلفة، للاعتقال والتعذيب وسوء المعاملة من قبل سلطات الأمر الواقع في انتهاك لحقوقهم في حرية التعبير والرأي والتجمع السلمي وتكوين الجمعيات. وحُكم على بعضهم بالإعدام لاعتناقهم دينهم في إجراءات قضائية لم تفي بضمانات المحاكمة العادلة”.
ولفت الخبراء إلى قلقهم من أن الأشخاص المختفين معرضون لخطر التعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان الأخرى، وبالنظر إلى السجل الماضي (للحوثيين)، قد يواجهون حتى أحكام الإعدام فيما يتعلق بالممارسة المشروعة لحقوقهم”.
وتطرق البيان إلى تفاقم الانتهاكات ضد الأقليات الدينية أو العقائدية بسبب خطاب الكراهية الذي قد يصل إلى حد التحريض على الكراهية والعداء والتمييز على أساس الدين أو المعتقد، مشيرا إلى أنه “في 2 يونيو 2023، وخلال خطبة الجمعة، شن مفتي الحوثي في صنعاء هجومًا لفظيًا عنيفًا على البهائيين في اليمن، متهمًا إياهم بالسعي لإلحاق الأذى بالبلاد”.
وختم الخبراء بيانهم الذي نشره موقع مجلس حقوق الإنسان على الانترنت، بالتأكيد على أن “خطاب الكراهية والتحريض على الكراهية والعداء والتمييز ضد الأقليات الدينية، أمر مقلق بشكل خاص في وقت تجري فيه مفاوضات السلام. وتهدد مثل هذه التعبيرات حياة وسلامة المجتمع البهائي بأكمله، فضلاً عن الأقليات الدينية أو العقائدية الأخرى الموجودة في البلاد”.
وحسب ديباجة البيان فإن المقررين الخاصين ومجموعات العمل جزء مما يعرف بالإجراءات الخاصة لمجلس حقوق الإنسان، والإجراءات الخاصة، هي أكبر هيئة للخبراء المستقلين في نظام الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وهي الاسم العام لآليات المجلس المستقلة لتقصي الحقائق والرصد التي تعالج إما حالات بلد معين أو قضايا مواضيعية في جميع أنحاء العالم”.