بعد عام من المراوغة.. خزان صافر فارغ والحوثيين قد قبضوا ثمنه

المرسى – نيوزيمن

كشفت مصادر بوزارة النفط والمعادن بصنعاء، الخاضعة لمليشيا الحوثي، بأن خزان صافر العائم قبالة ميناء رأس عيسى خالٍ من النفط الخام منذ أكثر من عام.

وأوضح المصدر -طلب عدم كشف اسمه خوفاً من بطش الحوثي- لـ”نيوزيمن”، أن مليشيا الحوثي قامت بتفريغ خزان صافر من النفط الخام لسفن صغيرة بشكل دفعات وأعادت تصديره من ميناء الحديدة الخاضع لسيطرتها، عبر السفن التي تُدخل المشتقات النفطية.

وقال المصدر إن مليشيا الحوثي أفرغت النفط من سفينة صافر، وباعته وقبضت ثمنه، بمساعدة شركات إيرانية تحملت مهمة بيع النفط، وتوريد عائداته إلى مليشيا الحوثي، نقداً ومشتقات نفطية.

وبناءً على أسعار النفط نهاية 2019 بنحو 71 دولاراً للبرميل، يمكن أن تصل قيمة الشحنة المحملة على متن السفينة العائمة مليون و140 ألف برميل من خام مأرب الخفيف إلى أكثر من 80 مليوناً و940 ألف دولار، ما يعادل بسعر الصرف حينها 48 ملياراً و564 مليون ريال.

وقد ظل اعتقاد وجود أكثر من مليون برميل من النفط الخام داخل خزان صافر، منذ أكثر من خمس سنوات ونصف، وبدون صيانة، يشكل هاجساً مرعباً من تسريب النفط أو انفجار السفينة، على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.

كما أعطى خزان صافر لمليشيا الحوثي وضعاً تفاوضياً مميزاً وملفاً استخدمته سياسياً واقتصادياً لفرض شروطها وإرسال تهديدات مبطنة في كثير من المواقف التفاوضية والمواجهات العسكرية.

وتعمدت مليشيا الحوثي خلال الفترة الماضية، تسريب صور من داخل السفينة “صافر” عن بدء تسرب ماء إلى غرفة المحرك، وعن إصلاح مكان التسرب بإرسال فريق حوثي، وأخيراً عن بدء تسرب النفط، لوسائل الإعلام.

كما كشفت كذبة خزان صافر مدى عدم واقعية تقارير المنظمات والوكالات التابعة للأمم المتحدة، ومحدودية معلوماتها، التي تستقيها من مصادر إعلامية ومسربة، والتي تحدثت لمرات عدة عن أن الإصلاحات التي قام بها فريق حوثي للسفينة ومنع تسرب الماء، غير مضمونة ومؤقتة.

وبحسب المصدر، تراوغ مليشيا الحوثي الشعب اليمني والعالم كذباً، بمخاطر تسرب النفط من السفينة صافر، لإشغالهم عن قضايا الانتهاكات واستمرار الانقلاب وفتح جبهات أخرى، واستمرار هاجس الخوف من حدوث كارثة بيئية واقتصادية.

تلاعبت مليشيا الحوثي بمشاعر اليمنيين، والدول المشاطئة للبحر الأحمر من خوف تسرب النفط، كما ظلت تراوغ فريق الأمم المتحدة ومنعه من الوصول لتقييم وصيانة الخزان منذ سنوات، وكل مرة تخلق عذراً جديداً، وتضع شروطاً تعجيزية، وتربطها بقضايا أخرى.

بحسب مراقبين، تلاعب ومراوغة مليشيا الحوثي بملف خزان “صافر” يعكس سياستها وتعاملاتها، واستخفافها، باليمنيين، والمجتمع الدولي، بكل القضايا والاتفاقيات، فهي ميليشيا تعتمد على المكر ونقض العهد، والكذب، والفساد، والخداع.

الجدير بالذكر أن مليشيا الحوثي لا تزال تسيطر على ميناء رأس عيسى النفطي، وميناءين تاجرين: الحديدة والصليف، في محافظة الحديدة، وتُحصّل إيراداتهما، وتتحكم بالإغاثة، والواردات، وتنشط من خلالهما في عمليات التهريب، واستقبال السلاح الإيراني، ومنصات لمهاجمة خط الملاحة الدولي بالبحر الأحمر ومضيق باب المندب.

Exit mobile version