نافذة الخلاص… هل يفتحها الرئاسي؟

المرسى- عبده مخاوي
في لحظات نادرة من التاريخ، تتفتح أمام الشعوب فرص لا تُقدّر بثمن، فرص يمكن أن تغيّر مجرى الأحداث وتكتب صفحة جديدة في سجل الوطن. واليوم، يقف اليمنيون جميعًا أمام واحدة من هذه اللحظات النادرة — فرصة قد لا تتكرر، تحمل في طياتها أملاً بالخلاص، وإنذارًا مخيفًا من الندم إن ضاعت.
الظروف الدولية تتغيّر، والغارات الأمريكية ضد مليشيا الحوثي الإرهابية فتحت ثغرة في جدار الجمود السياسي والعسكري، ثغرة يجب أن يدخل منها مجلس القيادة الرئاسي بكل ما أوتي من إرادة وجرأة، قبل أن تُغلق إلى الأبد.
لم يعد خافيًا على أحد أن الأوضاع في مناطق سيطرة الحوثيين بلغت حدًا لا يُطاق؛ الخدمات تنهار، والمعاناة تتفاقم مع غياب الدولة والأمل. وفي المقابل، تستغل الجماعة هذا الانهيار لتوسيع قبضتها بدعم خارجي وسلاح لا يهدأ. هذا التناقض الفادح يضع مجلس القيادة الرئاسي أمام لحظة الحقيقة ومسؤولية لا تقبل التأجيل.
اليوم، العالم يراقب. والضوء الأخضر قد أُضيء — على شكل دعم دولي متزايد، واستهداف عسكري واضح للحوثيين. لكنها ليست دعوة مفتوحة إلى الأبد، بل نافذة زمنية ضيقة. إن لم يتحرّك مجلس القيادة الآن، فمتى؟
خذ على سبيل المثال الغارات التي نفذتها الولايات المتحدة خلال الأسابيع الماضية، والتي استهدفت مراكز حساسة للحوثيين في الحديدة وصنعاء. هذه الضربات لم تكن عبثية، بل رسالة واضحة بأن العالم بدأ يستشعر خطورة هذه الجماعة على الأمن الإقليمي والدولي. هذه ليست فرصة للفرجة، بل دعوة للعمل.
وهنا يبرز دور مجلس القيادة الرئاسي كصانع قرار لا كمراقب، كمبادر لا كمتلقٍّ. إن لم يتحرك اليوم — بتحرك عسكري منسّق، وإصلاحات داخلية فورية، وتحشيد للشارع اليمني خلف مشروع وطني جامع — فإنه سيكون أول من يُسأل عن ضياع هذه الفرصة، وعن استمرار الحرب، وعن كل دمعة تسقط من أم شهيد، وكل صرخة طفل جائع.
أمام المجلس خياران لا ثالث لهما: إما أن يدخل التاريخ بوصفه من أنهى الانقلاب واستعاد الدولة، أو أن يُسجل اسمه في خانة المتفرجين الذين اكتفوا بالإدانات بينما الوطن يتهاوى.
ختامًا، نقولها بوضوح لا يحتمل التأويل: هذه هي الفرصة الأخيرة. وإن لم تُغتنم الآن، فإن اليمن سيدفع ثمنًا باهظًا ليس فقط من جغرافيته وسيادته، بل من كرامته وتاريخه ومستقبله. وعلى مجلس القيادة الرئاسي أن يدرك أن الأوطان لا تُبنى بالبيانات، بل بالمواقف. وهذه اللحظة… لحظة اتخاذ الموقف.