محمد الصلاحي يكتب.. مولد حوثي “باذخ” فوق جثث السيول
المرسى- رأي
وسط كوارث اليمن وباعتراف الحوثيين أنفسهم أن المئات لقوا حتفهم بالسيول الأخيرة منهم 94 شخصا قتلوا في الحديدة فقط، تحيي المليشيا بشكل باذخ ما يسمى “المولد النبوي” كمناسبة سياسية أكثر مما هي دينية.
فالكوارث في المناطق المتضررة من السيول والأمطار الغزيرة مثل الحُديدة والمحويت وإب وذمار وتعز وغيرها من المحافظات، لم تلقى ولو جزء من حجم التمويلات التي خصصتها مليشيا الحوثي للاحتفال بالمولد النبوي في مشهد تراجيدي يكشف حال ومأساة الشعب اليمني مع هذه الجماعة السرطانية.
نموت كاليمنيين غرقاً بفعل الفيضانات أو حتى برصاص هذه الجماعة، ولن تأجل ليوم واحد احترام للجثث والأشلاء احتفال البذخ الزينة، وطوابير بهرجة القواطر والمركبات.
وعلى الأقل أن لم تكن أرواح اليمنيين ذات قيمة، ففعلوها من أجل أرواح وأشلاء ضحايا المحتل في غزة الذين تزعمون كذبا نصرتهم فيما في الواقع تتاجرون بقضيتنا وقضية غزة وكل قضايا الشعوب العربية العادلة.
فالاحتفال بالمولد النبوي تبقى مناسبة روحانية ويحييها اليمنيون منذ قبل قدومكم واستغلالكم البشع لخيرة خلق الله.
لايحتاج النبي للضوضاء والاحتفاء الباذخ، وانما المنكوبين والمتضررين، هم أحوج للمأوى والطعام، بدلاً من إقامة هذا الاحتفالات التي لا تُفسر شئ سوى أنها تجاهل عنصري متعمد لأرواح اليمنيين.
الناس في هذه الأوقات بحاجة ماسة للمساعدة والدعم، وليس للاحتفالات. الأولوية يجب أن تكون لإنقاذ الضحايا، توفير المأوى لمن فقدوا منازلهم، وتقديم الرعاية الصحية للمصابين.
كان من الممكن استثمار الموارد والجهود المبذولة في الاحتفالات لدعم المناطق المنكوبة ومساعدة أهلها، بدلاً من توظيف المناسبة لأغراض سياسية ومذهبية تتعارض مع القيم النبيلة التي تمثلها هذه الذكرى.
مؤسف أن يُستغل اسم النبي حتى في أوقات الكوارث ولتمرير أجندة المليشيا، والتي تتجاهل المسؤولية الإنسانية التي تفرضها هذه الظروف.
ولذلك، من واجب المثقفين والكتاب في اليمن تسليط الضوء على هذه التناقضات والمطالبة بإعادة ترتيب الأولويات.
المولد النبوي يجب أن يكون مناسبة لتعزيز القيم الإنسانية التي دعا إليها النبي الكريم، مثل الرحمة والعطاء، خصوصًا في أوقات الشدة، ومن المؤلم أن نرى هذه المناسبة تستغل في إقامة احتفالات لا تعود بأي فائدة على الشعب، بل تزيد من معاناته.
كان من الأفضل توجيه تلك الموارد لمشاريع إغاثية وتنموية تخفف من وطأة الكارثة وتعيد الأمل إلى قلوب المتضررين.
في النهاية، الاحتفال بالمولد النبوي لم يعد يعبر عن قيم الرحمة والعدل والمساواة، وانما بات ذريعة لاستغلال مشاعر الناس لأهداف سياسية أو مذهبية للمدعو “أبن النبي” المجرم عبدالملك وجماعته.