محمد الصلاحي يكتب.. محاولات الحوثيين اليائسة: بين العجز عن الرد وقصف منشأة صافر النفطية
المرسى- رأي
في تطور خطير يعكس يأس جماعة مليشيا الحوثي بعد تعرضها لضربة موجعة من قبل إسرائيل، لجأت هذه الجماعة إلى استهداف منشأة صافر النفطية في محافظة مأرب، وذلك باستخدام ثلاث طائرات مسيّرة.
تأتي هذه الهجمات في إطار سعي المليشيا لتصعيد الأوضاع في اليمن والتسبب في مزيد من المعاناة للشعب اليمني، الذي أصبح يدفع ثمن سياساتهم المتهورة.
قبل أسابيع، استهدفت إسرائيل ميناء الحديدة، غرب اليمن وهو ما شكل ضربة موجعة للمليشيا الذين لم يتمكنوا حتى الان من الرد بالمثل.
وبدلاً من ذلك، اختارت المليشيا الحوثية تصعيد هجماتها ضد المنشآت الحيوية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية، في محاولة لإلحاق أكبر قدر من الضرر بالبنية التحتية الاقتصادية لليمن.
لم تكن هذه الهجمات الأخيرة على منشأة صافر النفطية إلا محاولة يائسة من قبل المليشيا لتحقيق بعض الانتصارات الإعلامية على الأقل، لتواري خذلانها وخوفها وعجزها.
إلا أن يقظة قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية حالت دون تحقيق هذه الغاية،وتمكنت من إسقاط الطائرات المسيّرة قبل أن تصل إلى أهدافها.
ومنشأة صافر النفطية، تعتبر إحدى أهم المنشآت الاقتصادية في اليمن، قد تعرضت مراراً وتكراراً لهجمات الحوثيين، في محاولة لتعطيل عمليات الإنتاج فيها وإحداث ازمة وشلل اقتصادي في المناطق المحررة.
الهجوم كشف لنا عن العقلية العدائية لمليشيا الحوثي تجاه الشعب اليمني ومقدراتة، حيث أن تدمير هذه المنشأة لا سمح الله سيتسبب في خسائر اقتصادية جسيمة، ويؤدي إلى توقف إمدادات النفط والغاز، ما سيضاعف من معاناة المواطنين الذين يعانون أصلاً من نقص حاد في الموارد الأساسية والضرورية.
هذه الهجمات تاتي في وقت حساس تمر به اليمن، حيث يحاول المجتمع الدولي دفع كل الأطراف نحو الحلول السلمية في حين المليشيا تسعى لخلط الاوراق وارباك المشهد بغرض تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية لها على طاولة التفاوض.
إن محاولة الحوثيين استهداف منشأة صافر النفطية تأتي في إطار سعيهم المتواصل لتعطيل الحياة الاقتصادية ومضاعفة الازمة الإنسانية في اليمن وإطالة أمد الحرب.
ويقظة قوات الجيش والمقاومة الشعبية كانت حاسمة في إفشال هذه الهجوم، مما يبعث برسالة واضحة إلى المليشيا بأن الشعب اليمني وقواته المسلحة يقظون ومستعدون للدفاع عن مكتسباتهم الوطنية، وأن مثل هذه المحاولات لن تزيدهم إلا إصراراً على المضي قدماً نحو استعادة كل المناطق المسلوبة.
إن المجتمع الدولي مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بالتدخل للحد من هذه التصرفات العدائية وحماية موارد الشعب اليمني من ممارسات هذه المليشيا، التي باتت تشكل خطراً ليس على اليمن فحسب، بل على المنطقة بأسرها.