اتجاهات واراء

لمصلحة من يتآمر الإخوان لإضعاف الأطراف المعادية للحوثي؟!

رأي – سعيد بكران

الأطراف المحلية في مواجهة الحوثي من خارج الإخوان هم:

الجنوبيون الذين غزاهم الحوثي وقاتلوه في الضالع وعدن وغيرها.

ورغم أنهم يحملون مشروع دولة جنوبية مستقلة عاصمتها عدن قبلوا الانخراط في المعركة مع الشرعية باعتبارات جنوبية، قالوا لا بأس من تأجيل إنفاذها حتى التمكن من دحر الخطر.

والسلفيون من موقف عقائدي..

وبعد قتل الحوثيين لعلي عبدالله صالح أصبح أبناؤه وأنصاره وكل الدوائر التي كانت تعمل معه في موقف جديد هو العداء للحوثي بسبب الضرر الذي ألحقه بقتل قائدهم وملاحقة قادتهم..

والأطراف الخارجية:

السعودية، بسبب خطر وجود قوة تتبع إيران على حدودها تتعهد بإسقاطها.

والإمارات، التي لديها مشكلة مع إيران من اليوم ليوم لقيامها، إذ تحتل إيران جزرها الثلاث، وترى في سيطرة حركة تابعة لإيران على السواحل الغربية والشرقية للجزيرة العربية تطويقاً للخليج كله، وهي أول المستهدفين..

كل هذه الأطراف كان بالإمكان استثمار أسباب عدائها للحوثيين والالتقاء معها على قاسم مشترك واحد.

وفي الطريق المشترك للهدف والعمل المتوافق وبتحقيق النجاحات المشتركة كان يمكن أن تذوب تبايانات كثيرة.

لكن جماعة واحدة سيطرت على رئاسة الشرعية حولت كل هؤلاء إلى عدو بل إلى العدو الأول وفتحت المعارك معهم جميعاً.

وبدل أن تستثمر نقطة الاتفاق ذهبت تفتش عن كل نقطة خلاف وتعظمها، بل ذهبت للاقتراب من أطراف ليست متضررة من إيران في الداخل من رؤوس الفساد والتجارة السياسية التي لم تتضرر بوجود الحوثيين بل انتعشت.

وفي الإقليم ذهبتم لتركيا وقطر.. وهما طرفان لديهما مصلحة في تهديد إيران لخصومها الإقليميين ولديهما أطماع مماثلة يمكن لفوضى إيران أن توفر لها فرصة الانتعاش.

ما الذي كان سيحدث أيها الإخوان المسلمون لو كنتم قلتم للأطراف المحلية والإقليمية مقولتكم الشهيرة نعمل سوياً على ما اتفقنا فيه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه؟

لو فعلتم ذلك وتوافقتم مع الجنوب المختلف عنكم لتحول الجنوب لقوة مؤثرة نحو العدو وهو فعل حتى وأنتم تعلنون العداء له.

لو فعلتم ذات الشيء مع السلفيين لحولتموهم لقوة أخرى ذات تأثير باتجاه العدو وهم فعلوا ذلك رغم شيطنتكم لهم واندفعوا نحو الحديدة وفي كل جبهة.

لو حولتم لحظة انقضاض الحوثي على، علي عبدالله صالح وأنصاره للحظة التقاء في مصلحة واحدة هي هزيمة العدو،

لقد قدم لكم الحوثي تياراً كان موالياً له، له مناصرون وقتل قائدهم ونكل بهم، صادر منازلهم وشتت بهم، وبدل اغتنام اللحظة الطبيعية في الصراعات واستثمار انقلاب العلاقة بين صالح وتياره والحوثي، اعتبرتم تيار المتضررين الجدد من الحوثيين أعداء أخطر من الحوثي.

وبالمثل لو فعلتم مع الإمارات والسعودية وكل من يرى إيران خطراً عليه في الإقليم..

لكنكم ذهبتم لمخاتلة إيران وذراعها طمعاً في رضاها باعتباركم كجماعة حلفاء إيران في أكثر من ملف في المنطقة والعالم ولديكم رؤية مشتركة في غزة ولبنان وغيرها.

يكفيكم كذباً وتزويراً، أنتم من تآمر وأضعف كل الأطراف التي لديها موقف عدائي مع إيران وذراعها في اليمن محلية وإقليمية في تقدير حساب خاطئ وغبي منذ شرعنتكم لذراعها بما أسميتموها ثورة الربيع.

وإيران دولة لديها مشروع وأهداف ومن أجل أهدافها أنشأت وبنت ودربت وسلحت أذرعا موثوقة وأمينة تجمعها بإيران الأصول والفروع، وهي ليست جمعية خيرية تمنح المكاسب لبعض المشتركين معها في بعض المشتركات.

ما الذي يدفع إيران الوثوق بكم وأنتم كنتم أداة السعودية التاريخية في اليمن حتى ثورة الربيع على الأقل؟

لماذا ستمنحكم إيران نصيباً من مكسبها على حساب جماعتها الأمينة والموثوقة على أهدافها..

  • من صفحة الكاتب على الفيسبوك

اشترك في اخبار جوجل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com