لماذا يكتبون عن اختراق أوصلهم الى “جواس”؟
رأي – نبيل الصوفي
لماذا يكتبون عن اختراق أوصلهم الى “جواس”؟
لم يكن الرجل مختفيا، ولم تكن تحركاته سرية، ولا تلفوناته مقطوعة.
أبقوا النقاش في صراع طبيعي، بين الحوثي الذي يسيطر على الشمال، والجنوب.
الحوثي الذي هو مشروع دولة “جمهورية الخميني الاسلاموية” دولة الشر الشيطاني الذي يعمل بقوة وحسم وجرأة، مقابل مشروع عربي مرتبك ونصف أدواته فاسدة او عاجزة او صبيانيه.
مشروع عربي، حقق نصرا في الجنوب، لكنه من يومها يتولى بنفسه ارهاقه ليس كما يقال في سياق شعارات الوحدة والانفصال، فهذه قيم متغيرة لاقيمة لها الا في واقع تنطبق فيه وتكون قيما لتقليل الصراع.. اما حين تكون مصادر صراع فلاتعود شعارات ولا قيم صالحة.
ولكن لأن موظفي الاشقاء السعوديون المعنيين بالملف اليمني، عجزوا عن انجاز طبقة ولاء جديدة، ليس لان الجنوب ضدهم، بل لانهم هم بانفسهم يريدون موالين جدد ولكن نفس القدامي، موالون مستحيل ايجادهم.. لايمكنك ان تنتج شخص يجمع النقائض ويكون شبه علي محسن ولكن بقوة ابو اليمامة.
موالون بلاميزانية ولا خطط ولا ترتيب، ولكن ينجزون وينتصرون..
امال معقدة وصعبة ومستحيلة.
وكل يوم تتقدم ايران خطوة يدفع الجنوب ثمنها، واذا لم يتم تدارك ذلك فستدفع المنطقة برمتها الثمن.
“الجنوب” هو العنوان الذي يقابل “الحوثي”، وهذا هو سياق الصراع المر، وهو الذي يجعل “الجنوب” هدفا مستباحا من الحوثي في كل وقت وحين.
كل مافي الجنوب هو هدف للحوثي، وكل عدو للجنوب يتحرك في أرض الجنوب هو طريق مفتوح للحوثي ليستغله ضد “الجنوب” مهما كانت الشعارات مختلفة.
“الجنوب” يدفع ثمنا مضاعفا لكل هذه التعقيدات، فكل الشرعية التي تمتلك كل المال العام والوظيفة العامة في الجنوب، هي مقسمة بين واعي ومدرك أنه لايمكن منع الحوثي من التهام اليمن الا بجنوب قوي وامن ومستقر، وهذا الواعي بعدها قد يكون نزيها وكفؤا أو فاسدا وعاجزا.. قد يكون رزينا أو شطاحا مزعجا.
هذا القسم الاول، اما الاقسام الاخرى فهي بين جاهل عاجز عن رؤية الحقائق وبين فاسد يائس ان يجد بفساده مكانا ان ترتب وضع الجنوب، بعد أن فقد الشمال وفشل فيه.
وهناك قتلة.. وهناك طيبيون حمقى.. وجهله.
وهناك من كل الحياة عنده هي مصلحته الشخصية.
وكل هذا لم يعد يحمل الحوثي أي عبئ عنه ومنه، فكله فوق أرض “الجنوب”.
الى جانب موروث لايعد ولايحصى.
وتتحرك ايران بالحوثي والقاعدة وقطر وعمان وبشماليين وجنوبيين كاعداد، وبفكرة جامعة وشعار خاطف مثل الوحدة والجمهورية.. تخيلوا كل هذه الشعارات هي فقط في خدمة “الذراع الايرانية” في مواجهة فراغ قيادي عربي..
فلاتزيدوا التحديات على الجنوب، ارفعوا بصركم فالمعركة كبيرة، والتضحيات لاتزال في أولها.
“إيران” تدرك أن قيام دولة جنوبية خطر مستقبلي كبير على مشروعها الأهم الذي تظن انها قاب قوسين من انجازه.. هي آمنة أن الشمال انتهى أمره، وحتى لو قتل عبدالملك الحوثي فلم يعد بيد أحد العودة لحكمه الا من تقبله هي وتدعمه بكل مالديها من امكانية منتشرة اليوم في الشمال.. هي وحدها اليوم في الشمال.
فالادوات السعودية جرفت كل شيء بطريقة ادراة معاركها هناك.. ربما كان هدفها صحيحا ولكن ادائها كله انتهى الى كارثة.
“إيران” هدفها السعودية، وأي استقرار في الجنوب، سيعطل سيرها نحو هذا الهدف.
المعركة كبيرة.. عدوك شيطاني فاعل وحليفك مرتبك منشغل.. وأنت تعاني من الاجهاد والمعارك الصغيرة التي لاتعد ولاتحصى..
عبئ كبير على “الجنوب”، يتوجب “رفع بصره” ليرى طرق النجاة..
فلاتزيدوا ارباكه..
*من صفحة الكاتب على فيسبوك