عندما رأى رسول الله جموع الأشاعرة _ وهم ابناء تهامة _ بقضهم وقضيضهم وعلى رأسهم وفي ركبهم أبو موسى معلنين الاسلام وبيعة النبي محمد صاح من فرحته ” أرق قلوباً، وألين أفئدة ” من حرارة الشعور بالموقف الأشعري وسلامة قلوبهم لولا أن أحدهم كان حوالي المكان،سمع ما سمع، وأوحى لبنيه من بعده،أن تهامة بستان الولاية!
نعم، منذ القرن الأول للاسلام، توافدت الهجرات الدنيئة الى تهامة، وحولت ابناء البلاد الخضراء الى عمال وسخرة طيلة هذه القرون،وهم ابناء تهامة ليسو جبناء بل طيبون الى حد أن أكتفوا بما بين يدي الله وتركوا للكهنة خيراتهم وبلادهم وتحولوا فجأة الى عمال بأجرة ولقمة مع الغريب وتجذرت عقدة أن البلاد بلاد العمائم الخضراء والسوداء .
يعيش التهامي حالة فزع،من فرط القرون السوداء،لقد تعرض لأشد عملية تنكيل ونهب وتجريف ولا يسمع أحد أناته وهو يحاول أن يبقى في أرضه ويحفظ أملاكه،فأول الأمر خدعت تهامة بالزهد وترك كل متاع الدنيا للوافدين الجدد،وتقوى الله، واستيقظوا ذات يوم وكل تهامة بفروز الغرباء،أرض ومزارع وبساتين، ومساحات وقطع الجنة .
تتكرر الجريمة بحق تهامة، والى اليوم تنهب وتسلب وتعدم،ومأساة الناس في تهامة أكبر من أن يتصورها عقل، فكل طغيان الجماعة على عاتق تهامي بسيط، لا يحتمل ذلك، وقد أدعى بأنه يملك كل شيء بتهامة، الأرض في فرز جده والبيت والمصنع،وبستان الورد والزهر والمانجا والشجر والحجر بل لديه ادعاء أنه يملك الانسان في التهائم.
لا تفرطوا بتهامة مجدداً،سر الصمود يتموسق بالإنتصار لتهامة .
من صفحة الكاتب على فيسبوك