رولا القط تكتب.. تعزيز النفوذ الإيراني في اليمن: نقل السفير الجديد إلى صنعاء وتداعياته
المرسى- رأي
في خطوة تشير إلى تعزيز النفوذ الإيراني في اليمن، تم نقل السفير الإيراني الجديد لدى ميليشيا الحوثي في صنعاء من مسقط، عاصمة عُمان، إلى صنعاء. تشير التقارير إلى أنه قد يكون استخدم اسمًا مستعارًا لتجنب التعرف عليه، ما يعكس حساسية الوضع الأمني والدبلوماسي الذي يحيط بهذه العملية.
مهام السفير الجديد رمضاني يتولى السفير الإيراني الجديد، رمضاني، مهامه في ظرف حساس، حيث تتزايد التوترات في المنطقة. يتوقع أن تكون مهمته الرئيسية هي ضمان بقاء ملف ميليشيا الحوثي تحت سيطرة الحرس الثوري الإيراني بشكل كامل، على غرار الفترة التي كان فيها السفير السابق حسن إيرلو في منصبه.
بعد مقتل إيرلو، بدأت ميليشيا الحوثي بالتصرف أحيانًا بشكل غير منظم ومنسق، ما أثار قلق الحرس الثوري الإيراني وأدى إلى الحاجة لإعادة فرض السيطرة الكاملة على الحوثيين.
صراع القوى داخل إيران وتأثيره على التعيين خلال فترة حكومة إبراهيم رئيسي، شهدت إيران خلافات بين حكومته والحرس الثوري حول هوية السفير الذي سيتم إرساله إلى صنعاء. بعد انتهاء ولاية رئيسي، أصبح للحرس الثوري الإيراني حرية أكبر في فرض خياراته على الحكومة الجديدة بقيادة بزشكيان، مما أدى إلى تعيين رمضاني، وهو عضو في فيلق القدس الإيراني، في هذا المنصب الحساس.
خلفيات التصعيد والأزمة في البحر الأحمر إرسال عضو فيلق القدس إلى صنعاء في ظل ما يجري في المنطقة، خاصة بعد الأزمة التي وقعت في البحر الأحمر واستهداف إسرائيل، يشير إلى نوايا إيران بإعطاء أوامر مباشرة لميليشيا الحوثي. يبدو أن إيران تسعى لضمان أن الحوثيين، الذين قد يعرقلون المفاوضات الجارية بين طهران وواشنطن، لن يقوموا بتصرفات غير منسقة قد تؤدي إلى تعقيد المشهد الإقليمي والدولي.
أهداف إيران من التواجد المباشر في صنعاء من خلال تعزيز وجودها الدبلوماسي في صنعاء، تسعى إيران إلى إرسال رسائل متعددة. أولًا، تؤكد دعمها المستمر لميليشيا الحوثي وتشجعهم على التمسك بمواقفهم الصارمة. ثانيًا، تستخدم ورقة اليمن للضغط على السعودية، مما يبرز دورها كمؤثر رئيسي في معادلة المنطقة. كما أن التواجد المباشر في صنعاء يتيح لإيران التحكم في طريقة رد الحوثيين على إسرائيل، في إطار تنسيق محتمل مع الولايات المتحدة الأمريكية.
نقل السفير عبر قنوات غير تقليدية فيما يتعلق بطريقة نقل السفير الإيراني إلى صنعاء، ورغم منع الطيران عن العاصمة اليمنية، تُستخدم طرق غير تقليدية لتهريب كبار المسؤولين الإيرانيين. يتم ذلك عبر سفن مثل سفينة “ماشاد” أو سفن أخرى تابعة لفيلق الحرس الثوري الإيراني، حيث يتم نقلهم عبر قوارب تابعة لميليشيا الحوثي إلى الداخل اليمني.
تعكس هذه التحركات الأخيرة استراتيجية إيران لتعزيز نفوذها في اليمن وضمان استمرار سيطرتها على ميليشيا الحوثي، خاصة في ظل التوترات الإقليمية والدولية. هذا التوجه ما فعله النظام الإيراني في بلدان مختلفة وخاصة البلدان التي احتلها، مثل اليمن ولبنان
على الرغم من أنه يبدو أنه يقوم بهذا السلوك من موقع السلطة
لكن الواقع هو أن النظام الإيراني يواجه أزمات داخلية وخارجية ويريد أن يجد طريقة لإنقاذ نفسه
ولا شك أنهم سيواجهون عقاباً شديداً في اليمن وفي بلدان أخرى، ولن يسمح الشعب الإيراني في الداخل باستخدام ممتلكاته ورؤوس أمواله كثمن لإصدار ما تسمی الثورة والإرهاب
*نقلاً عن اليوم الثامن