ثنائي الأمل في عدن
رأي – أحمد سعيد
لقد شكل وجود شوقي احمد هائل والعميد مطهر الشعيبي أنذاك في تعز ثنائي متناغم لشخصين مخلصين احدهم محب للمدينة وعاشق لها حد الثمالة والآخر محب للمهنة وللنجاح وللأمن والاستقرار محارب للجريمة والمظاهر المسلحه وكانت تعز حينها تعيش ظروف أمنيه ومعيشيه قبل مجئيهما وتمكنا من احداث الكثير لأجل تعز وقتها..محافظ يخطوا نحو التنميه ومدير أمن يخطوا نحو مكافحة الجريمة المنظمة واعادة تأهيل الجهاز الأمني الذي عانى الاختراق والتمزق والتشرذم خصوصا بعد سيطرة طيور الجنة التابعين لجماعة الاصلاح على الجهاز الأمني حينئذ..
الكلام يطول لكنني اليوم أرى أن الثنائي اليوم قد عاد من جديد لكن من نصيب عدن وبصورة أجمل وابهى من أجل إستعادة عافية المدينة الساحرة عدن بعد حرب الحوثي وحرب الإرهاب وقبل كل ذلك إحتلال نظام صنعاء الجاثم على صدر الدولة الجنوبية منذ عام ٩٤ والتي لم يتاح فرصة لابناء الجنوب من رجال الدولة أن يستعيدوا أغلى ما نهب منهم والمتمثل في النظام والقانون ودولة المؤسسات التي كانت عليها دولة الجنوب كدولة من أقوى دول المنطقة.
الاستاذ احمد لملس محافظ جديد شاب لديه من الطموح ما يوازي آمال جيل بأكمله ولديه من الهموم العامة لتركة مثخنة بالفساد الإداري وحروب خفية لأذرعة نظام صنعاء الاستخبارتيه عبر ادوات محلية ما يعادل جبل شمسان بثقلها لكنه لا يئن ولا يكترث لذلك ويمضي في خطى ثابته نحو النجاح متسلح بالايمان الكبير أن غد الدولة قادم دون شك.
.شخص يترجم آمال كل متطلع الى واقع..
كنت يوما اتحدث الى زملاء واقول لهم لماذا لا يستفاد من الافارقه المتواجدين في عدن بعمل برامج النقد مقابل العمل من قبل المنظمات وتفاجئت يوما بأنني ارى اعداد كبيره منهم يعملون في تحسين المدينة بنفس البرنامج في ظل توجيهات بعمل استفادة حتى يتم عمل حلول لهم من الدولة مع منظمات الامم المتحده المعنيه ولتخفيف خطر بقائهم دون ترتيب وضعهم او ترحيلهم..
في شارع التسعين أمضي كل يوم طيلة سنوات عده ارى كيف تحول الوسط الترابي للشارع الى مكان للخرده وموقف القاطرات والسيارات ولمخلفات البناء وقلت في نفسي لماذا لم يتم رفع المخلفات ليبدوا جمال الشارع وكيف سيبدوا وما هي أيام الا وبدأت حملة في ظل إدارة لملس للعاصمة عدن .وكذلك شارع البريقا الرئيسي الممتد الى المنصوره . وكأن احمد لملس يسرق كل فكرة جميلة من رؤوسنا ليحولها الى واقع ..يا الله ما هذا ؟!
اشياء كثيرة ترونها جميعا وفرق العمل المتواجدة في كل مكان والتحسن الكبير في خدمات الكهرباء والماء والتحرك الكبير للمحافظ بطريقة مناسبة تستفز الركود والكسل في الاداء الاداري الذي طال كل هذه الاشياء جعلتني اشعر بارتياح كبير وبحجم اكبر من التفائل .
انا لا اطبل للمسؤلين ولا احبذ المديح وتخصصي مشرشخ وناشر غسيل الفاسدين كهواية . لكنني اسند من أجد ان بعض آمالي تتحق على يديه إن استطعت.. فلي كل الشرف انني كنت أول الواقفين الى جانب الشهيد عدنان الحمادي وعملت جهدي الذي استطيع مع الدكتور أمين محمود وقبلها عملت في ظل ادارة شوقي هائل بجهد مدني طوعي في مبادرات مجتمعية عدة .
اليوم وجدت نفسي بحاجة الى أن اكون بجانب الشخص الذي يقرأ افكارنا قبل ان نقولها لأننا نهتدي بهولاء النجوم في ظلامنا الدامس في ظل ضياع للدولة وسيطرة عصابات جماعات تركيا وايران على ما تبقى من ملامح دوله كي نمضي بهذا الشفق نحو ما نصبوا اليه لتأمين مستقبل اجيالنا من خطر تلك الجماعات .طلبت من خالد السنمي ان يحدد لي موعد لمقابلة المحافظ الاستاذ احمد حامد ليس لأقدم ورقة مساعدة او شكوى او وظيفة بل لنقول له نحن معك وتحت أمرك في أي جهد مدني طوعي ..وقبل أن يتحدد الموعد جاءت الصدفة لأكون معه في جلسة مطولة لأسمع منه كل ما يثلج صدري ويجعلني مطمئن على عدن ومستقبلها في وجود مثل هذه العقلية الشابة المتنوره الذي يستوجب علينا جميعا اسنادها ..افكار هائلة تعزز من مشاعر الانتماء والولاء الوطني وتوسيع المشاركة المجتمعية بدأ بالتنفيذ الفعلي لها كبرامج لا يعرف عنها الكثير بالتوازي مع مشاريع تنموية قصيرة وبعيدة المدى مع مشاريع تحسين الخدمات العامة والتي نراها كل يوم تترجم على الارض ..سعدت كثيرا وانا أسمعه يقول أنه طالب واتفق مع الجهات المعنية لتفعيل برنامج البورد العربي لطالبي التعليم العالي (الدكتوراه) كون هذا البرنامج يعمل نقلة نوعيه في تحسين مخرجات الكادر الطبي وايضا في تحسين دقة التشخيص والتواجد للكوادر في المستشفيات العامه التي ستقام فيها الدراسة للبورد..سمعت اشياء كثيره يصعب الحديث عنها في مقال واحد
اليوم ينظم الى فريق لملس شخصية أمنية فذه وعقلية إدارية لا تقبل الا بالنجاح إنه اللواء مطهر الشعيبي الذي ما إن ذكر الا وذكرت سيرة طويلة من النجاحات الإدارية ..مطهر الشعيبي الذي ابتدأت علاقتي به بطردي من قاعة المحافظة حينما اعترضت على تكوين مكون انصار الشرطة وحينما التقيته بعدها جلست وتناقشنا وتفهم موقفي وتفهمت موقفه وعرفت توجهه الكبير في بناء مؤسسة أمنية محترمه .
مطهر الشعيبي لا يمكن لشخص أن يعرفه الا يحترمه ويحترم مواقفه الحازمه واستغرب من الحملة التي تشن عليه من بعض ابناء الجنوب الذين لا يعرفوه بالتأكيد والمتأكد منه أنهم سيقفون أمام انفسهم خجلا انهم قالوا فيه ما لا يعرفون كما كانت مواقفنا تجاهه وهنا انبه أن العواطف لا تبني المشاريع وأن الانجرار وراء الاشاعات هي بمثابة سلاح يطلق طلقاته نحو صدورنا وبأيدينا عن طريق الخطأ ..هذا الشخص هو إبن عدن ومنتمي اليها جسدا وروح وفي كل جلسة يسترسل متحدثا عن الدولة وعن النظام الأمني الذي فيه وكان سىر نجاحه ايضا في الشمال أنه جنوبي وطبق نظام الجنوب في الادارة كونه شخصية قوية قادرة على فرض ما تعلمه في موسكو وما مارسه في ظل دولة الجنوب قبل الوحده..مطهر الذي اتصل به علي عبدالله صالح يوم ما وقال له أفرج عن فلان وهو مدير السجن المركزي فقال له لا يا فندم اعتذر عن هذا انا لدي وزير و ارسل أمرك الخطي لوزير الداخليه وهو من يوجهني خطيا بهذا ولم يخشى على وظيفته وعلى ما سيكون بعد هذا أكثر من خشيته على النظام والقانون ..شخصية لا تبحث عن سلطة ولم يلاحق قرارات التعيين بل يخجل أن يذكر بنفسه لكنه يشتغل وإن لم يكن في السلطه ويتحرك وكأنه مسؤول فيقدم استشاراته وافكاره الى كل منتسبي الجهاز الأمني فتجد كل من يعرف هذا الشخص يحترمه ويجله ..مجيئ هذا الشخص على رأس المؤسسة الأمنية سيشكل نقلة نوعية وسيواصل مسار نجح فيه سلفه في محاربة الارهاب وضرب بيد من حديد وأمن عدن في ظروف صعبه لكنه لم ينجح في بناء مؤسسة أمنية احترافيه وفق عمل مؤسسي كما كانت عليه دولة الجنوب المسروق منها النظام والقانون او ربما لم يسمح وفي كلا الحالتين لكل مرحلة رجالها ولن يفهم مثل هذا الا رجال الدولة والمشروع والحريصين عليه والقائد شلال كان اولهم ..
سيشكل هذا الثنائي ومعهم كل الجهود الخيرة من ابناء الجنوب علامة فارقة حقيقية نحو استعادة الدولة الحقيقة في استعادة مؤسساتها واتمنى من الحكومة أن تكون عون وسندا لتحسن من سمعة الشرعية التي اخفقت بإسنادهم واثق أن رئيس الحكومة الشاب سيكون سندا وعون لهم ولن يتوانى في عمل كل ما يستوجب ليثبت لكل ابناء الجنوب ان في الشمال قوى خيرة وقوى شر قوى تغزو وتخلق الادوات المدمره وقوى خير تبني وتقف الى جانب كل الايادي التي ترغب في البناء ..
سيواجه هذا الثنائي حرب شعواء وستعمل استخبارات منظومة صنعاء على مواجهتهم بكل طاقة لتعطيل ادائهم وللتقليل من تأثير خطرهم في استعادة عافية عدن لأن عافية عدن يعني موت حقيقي لمشروع فارس في صنعاء التي اخضرت في ليلة وضحاها وتزداد اخضرارا فارسيا مع كل فشل لأداء الشرعية اليوم لتبقى خنجرا مسموما في قلب الجزيرة
..كما أن عافية عدن يعني اجهاض لحمل الخلافة العثمانية الذي ينموا في رحم الحالمة تعز ومأرب الإباء والتاريخ والذي يدار من منظومة صنعاء ويستخدم بعض ابناء هذه المناطق ادوات وسيوجهها لمواجهة كل عمل قد يراه خطر على تواجده ..
ثنائي الأمل في العاصمة عدن يجب أن ينتصر ولن ينتصروا الا بإرادة كل الجنوبيين. ومعهم كل رافضين الظلم والقهر والظلم وعشاق الحريه من ابناء الشمال ايضا ..هي مرحلة تحد بين قوى الشر والخير ويجب أن ينهزم الشر وأن ينتصر الخير بإرادة جميعية تقف مع توجهات المحافظ الجميل ومدير أمنها بكل قوة بالكلمة والعمل بالمعلومة ورفعها الى المسؤل عنها ورقابة التنفيذ بالعمل المجتمعي المنظم بالإرادة الموحده في استعادة دولة النظام والقانون كخطوة اولى لإستعادة كل الدولة وسيادتها ..
أمل كبير يحذونا ويبقى على كل ابناء عدن والجنوب المهمة الكبرى في اسناد كل الايادي الممدوده اليهم لانتشال مدينتهم من ركام الحرب .وعليهم مغادرة الكلام في وسائل التواصل والتحول الى العمل في فرق مجتمعيه وجهود طوعية كل من موقعه كي يحتفل الجميع بالنصر يوم ما .