البركاني والإمارات.. الموت ولا الشكر
رأي - عصام السفياني
تصاعدت الحملة على الشيخ سلطان البركاني، لأنه غرّد شاكراً دولة الإمارات على إجلائها للطلاب اليمنيين في الصين، ونقلهم إلى مكان مجهز صحياً قبل إعادتهم إلى بلادهم.
وزير الخارجية الحضرمي هو الآخر شكر الإمارات وأشاد بدورها، لكن لم يعترض عليه أحد.
بل ذهب الكثير إلى أن سلطان البركاني رئيس للبرلمان ولا يحق له أن يبدي رأياً أو يعلن موقفاً كرجل سياسي وقيادي في حزب.
ومنهم من قال يمن على البركاني أنه “إحنا طلعناك لرئاسة البرلمان ليس لتدافع عن الإمارات”..!
هل كان بمقدرور الإصلاح، مثلاً، أن يوفر نصاباً لعقد جلسة البرلمان، وهل يملك الرئيس القدرة على إقناع نواب المؤتمر لحضور جلسة النصاب دون العودة للشيخ سلطان البركاني والمؤتمر وقياداته التي توافقت على حضور الجلسة؟ أكيد لا. ومن يقول خلاف ذلك يكذب على نفسه.
البركاني لو وقف رافضاً المشاركة في جلسات البرلمان، وقد فعل سابقاً، لم يكن ليكتمل النصاب أبداً، وهذا يعني أن البركاني من كان سبباً لإكمال النصاب وعقد جلسة البرلمان وليس لأحد فضل عليه بترشيحه رئيساً للمجلس.
إشادة البركاني بدور الإمارات موقفه كسياسي وغرد في حسابه ولم يصدر بياناً باسم البرلمان أو رئاسة البرلمان لكي يتم الاعتراض عليه ومهاجمته.
لم يكن البركاني يوماً حوثياً أو متحوثاً، وكان موقفه جمهورياً وأعلن عنه ولا يزال في صنعاء، وقال حينها إنه انقلاب مكتمل الأركان حين كان قادة الأحزاب التي ينتقد أعضاؤها موقف البركاني تفاوض المشاط في موفمبيك.
البركاني يمثل حزباً ويمثل نفسه وله علاقاته ومواقفه لا يمكن تطويعها لتطابق مزاج ومواقف من ينتمون إلى أحزاب أخرى ما دام لم يتهاون في الثوابت الأساسية وأحدها الموقف من الانقلاب.
وإذا كانت الإمارات قد قامت بدور إنساني لم يستحق الشكر كما يرى البعض فلنترك للطلاب الموجودين في المدينة الصينية المنكوبة أن يقرروا إن كانوا يرفضون نقلهم ليرفضوا صعود الطائرة والبقاء في منطقتهم ولهم الحق في ذلك.. لكن أن نصادر حتى حق المحاصرين بالموت بالحصول على فرصة للنجاة، فهذا غير منطقى واستهانة بأرواح الناس إلى درجة غير مقبولة.
هناك من يقول إنه أفضل للطلاب أن يموتوا في الصين بدلاً من نقلهم عبر الإمارات… هل يستطيع من يقول ذلك، مثلاً، أن يذهب إليهم في مدينتهم المحاصرة ليتضامن معهم لرفض المبادرة الإماراتية.. وهل استطلع رأي أمهات وآباء هؤلاء الطلاب، وهل هم موافقون على نقل أبنائهم أم تركهم هناك بين أنياب الموت؟
هل كان لديكم خيار آخر لإنقاد هؤلاء الطلاب، مثلاً، غير المبادرة الإماراتية..؟ حينها كان البركاني سيشكر الدولة التي قامت بالمهمة ولن نعترض عليه.
المصدر: نيوزيمن