فقد الحوثي القدرة على الوصول إلى الساحل الغربي عسكرياً واستخباراتياً وشعبياً. وعانى من الهزيمة المتكررة والمذلة في كل مرة حاولت ميليشياته الهجوم في جبهات الحديدة وتعز. وسقطت خلاياه واحدة تلوى الأخرى في قبضة شعبة الاستخبارات في المقاومة الوطنية.
لا تقدم، ولا اختراق في الداخل المحرر، تمكن الحوثي. جميع الأبواب كانت ومازالت موصده أمامه. امتلكت المقاومة القوة العسكرية والاستخباراتية، والحاضنة الشعبية التي تجاوزت الساحل الغربي إلى مختلف المحافظات، وقدمت النموذج الذي نادى به المواطن: مؤسسات دولة تقدم الخدمات للناس، وتنمية تساعدهم في مغادرة وضع الحرب وترميم الجراح التي أوجدها مرتزقة إيران، وأمن واستقرار يوفر الحياة الآمنة للناس.
الحوثي بالنسبة للناس هنا ذكرى سيئة تخطر على بالهم بانتظام، وهم يشاهدون الدمار الذي ألحقه بمناطقهم، والألغام التي تنفجر بهم باستمرار.
مشروع دموي، مدمر، يبحث عن قتل الناس، وتدمير البلاد، ويستغرب من أي شخص يطالبه بالتوقف عن الأذية أو توفير الخدمة.
ولا داعي له أن يفكر بالعودة. وهو مدرك لذلك. وجد استثمار قضية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة فرصة مناسبة لمحاولة استهداف المقاومة الوطنية شعبياً. قبل ذلك فشل في كل شيء استخدمه.
وهذه الورقة هي الأخرى سقطت. يعي الناس في الساحل كما عموم اليمن من هو الحوثي. حاول ترميم شعبيته باستثمار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ولم يتمكن: الناس لا يستطيعون تصوره إلا كقاتلٍ مأجور، ومدمر، وحاقد على كل شيء في بلادهم، مرتزق لصالح إيران إلى درجة أنه مستعد للقضاء على كل كائن حي في اليمن للحصول على إشادة منها.
القاتل المأجور والإرهابي في اليمن لا يمكن أن يكون إنساني في قطاع غزة. الأخيرة هي ورقة متاجرة لإعادة تسويق نفسه لدى اليمنيين باعتبار القضية تحتل مكانة كبيرة في قلوبهم.
أكثر من ستة أشهر يقول إنه يقاتل اسرائيل، ولم يقتل إسرائيلي واحدة ولم يدمر منشأة واحد. الناس يدركون هذا. يطلق الصواريخ والطائرات المسيرة إلى البحر الاحمر وخليج عدن ويعده إنجاز.
كم قتل؟ لا يوجد. كم دمر؟ لا يوجد.
قال قبل أيام إنه سيدشن المرحلة الرابعة باستهداف السفن بغض النظر عن وجهتها حال قيام الاحتلال بالعدوان على رفح. نفذ الاحتلال عدوانه الإرهابي ولم ينفذ الحوثي وعده؟
وأكثر من ذلك، ما الذي غيره الحوثي في مشهد العدوان على غزة؟ ثمانية أشهر بلا أي إنجاز, وهو أساساً تحمس مدفوعاً بجهله فاعتقد الوقت قد حان لإعادة تسويق نفسه محلياً وتشويه القوى الوطنية، والتحول إلى قوة إقليمية، ولم يستطيع أن يحقق هدف واحد.
من دون القوة والإرهاب الذي يستخدمه فالحوثي مايزال في مران كحاضنة، باقي المناطق هو يحكم بإرهابه، لا بمحبه وتأييد الناس.
باختصار، لا يجتمع اليمني والحوثي في رأي واحد ولا في طريق واحد. اليمني منتمي إلى بلاده، والحوثي مرتزق لا يعرف من الانتماء حتى الأسم.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك