أدونيس الدخيني يكتب.. حال المسافر اليمني بعد أن تخلى عنه الجميع
المرسى – رأي
لا يضع عبدالملك الحوثي اعتباراً للمعاناة التي يتكبدها مسافر وهو في طريقه لوداع قريبه المتوفى، أو يبحث عن علاج، فيتضاعف مرضه بفعل مشقة السفر.
هو لم يخرج حتى إلى عمران، ومثله ميليشياته التي تتنقل فقط بين المحافظات التي تسيطر عليها بقوة السلاح، وبالتالي، لا تشملهم هذه المعاناة.
أوجدها الحوثي لتكون لليمني فقط.
يتكبد المسافر بين المحافظات اليمنية المعاناة بصمت بعد أن بح صوته ولم يجد منقذاً.
لقد تخلى عنه الجميع حكومة ومجتمع الدولي، وتركوه يدفع بمفرده ثمن تقطيع مليشيا الحوثي الطرقات إلى أوصال، وإغلاق الطرقات الرئيسية ومحاصرة أربعة ملايين مدني في تعز.
ست ساعات على الأكثر كانت هي مدة السفر من صنعاء إلى تعز والعكس، أما الآن فقد تجاوزت أربعة وعشرين ساعة، يعبر فيها المسافر طرقات فرعية وعرة، ويتعرض لكل أشكال الإهانة والمضايقات في نقاط مرتزقة إيران.
كم كانت المسافة بين شرعب ومركز محافظة تعز، وكم كانت أيضا بين ماوية ومركز المحافظة، بين الحوبان ووسط المدينة؟ وكم باتت الآن؟ بين مأرب وصنعاء، وبين الجوف ومأرب؟
يفعل الحوثي هذا الإرهاب بدافع المنتقم من شعب بأكمله، وليس محافظة معينة.
في الطرقات، يمر كل أبناء المحافظات. أصر على مضاعفة معاناة الناس، وبدا كما لو أنه يتلذذ بها، ورفض كل دعوة أو مناشدة توجه له بكف أذاه عن المواطن الذي يقاسي ويتجرع كل أشكال المعاناة.
محاصرة المدن وإغلاق الطرقات واحدة من المآسي التي تذكرنا كل يوم ببشاعة وإرهاب مليشيا الحوثي. تؤكد لليمني ضرورة اجتثاث هذا الإرهاب البشع الذي لا يردعه سوى القوة كما أكدت الوقائع.
أكثر من ثماني سنوات يعيش الناس هذه المأساة. اختلق الحوثي كل مبرر للاستمرار في إطالة أمدها، ووردت في كل جولات التفاوض لكنها لم تفتح.
ماطل الحوثي ولاحقاً تنصل، وصمتت الحكومة باستثناء تصريح لمعمر الإرياني حال تصدرها مواقع التواصل الاجتماعي، لتسجيل حضور أكثر من إعادة الحياة إلى هذه القضية، والبحث عن أوراق تخفف من معاناة الناس غير البيانات ودعوات المجتمع الدولي.
من صفحة الكاتب على الفيسبوك