رأي – عبدالباري طاهر
عبد الله خادم العمري علم من أعلام اليمن الكبار، واسع الاطلاع، دؤوب وصبور ومثابر؛ وتلكم أسس الإبداع للمفكر المبدع.
عبد الله خادم ابن مدينة بيت الفقيه أحمد بن موسى عجيل؛ وابن عجيل يعتبر من أكبر علماء اليمن والحجاز، وكان مصدر الفتوى ومرجع علماء الأمة الإسلامية يومذاك، وهو من علماء اليمن القلائل الذين اخترقوا حاجز الصمت من حول اليمن، فكان شأن قليلين من النوابغ اليمانيي -على كثرتهم- الذين وصل إبداعهم وعطاؤهم إلى المستوى العربي والإسلامي.
عبد الله خادم العمري خادم العلم والمعرفة والثقافة اليمنية بعامة ومنطقته تهامة بوجه خاص أرخ لبيوت العلم في تهامة في ثلاثة مجلدات، ودون العامية التهامية، وارتقى بها إلى رحاب الفصحى مفصلاً ومؤصلاً في مجلدين.
كما دون في مجلد الأناشيد التهامية والمواويل، ودون سيرة علامة اليمن الكبير أحمد بن موسى عجيل وفتاوى وأعمال واحد من آخر علماء تهامة وخبيرها في الزراعة والفلك الزراعي محمد حسن فرج.
وله العديد من الأبحاث والدراسات والدواوين الشعرية والكتابة المسرحية والنصوص الأدبية.
كما اهتم بالأدب والتاريخ والموروث الشعبي وبالرقصات والأمثال وبالفلولكلور بشكل عام.
هذا العلامة الجليل الذي خدم العلم والثقافة يموت مريضًا فقيراً إلا من علمه الغزير وقيمه السامية والعظيمة.
الغبن الفادح الذي لحق بالأديب الكبير والقامة الثقافية السامقة هي التجسيد الواقعي لحال الأدباء والمثقفين اليمنيين، وبالأخص في تهامة.
الضيم والظلم الذي يلحق باليمنيين كثير، ولكنه بأبناء تهامة أكثر.
أجرى الزميل والأديب أحمد الأغبري مقابلة معه قبل فترة، وكتب عنه –مشكورًا- بإنصاف كدأبه دومًا، وقد وجه الزملاء والأستاذ الأديب أحمد ناجي النبهاني نداء لإسعافه، ولكن الموت كان أسرع في ظل غياب مطلق لمن يسعف أو يعين خاصة من قبل المتحاربين الأشاوس.
فرحم الله الفقيد، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
وإنا لله وإنا إليه راجعون
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك.