نهاية جماعة الخُمس ..سيُداسون بأحذية اليمنيين

رأي – محمد عايش

تضعك جماعة الخُمس بين خيارين لا ثالث لهما:

إما أن تكون عبداً لهم، وإلا فأنت بالضرورة عبد للسعودية. ولا خيار آخر كأن تكون حراً مثلا.
هذا هو فحوى خطابهم بشكل عام، ومضمون آخر خطاب متلفز لرئيس مكتب رئيسهم: أحمد حامد.

حامد ينتمي، مثله مثل المشاط، لـ”الثقافة القرآنية” كما يسمونها، والتي تعني ببساطة أن الله ورسوله غير موجودين إلا في شخص حسين الحوثي وعبد الملك الحوثي ويحيى الحوثي، وعبد الكريم الحوثي، وعبد الخالق الحوثي، ومحمد بدر الدين الحوثي، ومحمد علي الحوثي (وهذا الأخير أقل شأنا لأنه فرع أبعد عن آل بدر الدين، مع أنه حفيد مباشر، ولا تصدقوا هنجمته وقدرته على توجيه مرتزقته للنيل من الأحرار، فهو بالنسبة لأولاد بدر الدين مواطن من الدرجة الخامسة، ما بالكم ببقية اليمنيين).

لا يملك القوم أي دماغ يرسل أية ذبذبات عصبية تنبههم بأن “العصب” ليس كل شيء في الحياة، وأن حوالي سبعة مليارات نسمة حول الأرض غير معنيين بأي أرضٍ خرأت أم العائلة أبناءها “المقدسين”!

يوما ما، ولو بعد مائة عام (ان كانوا يحسبون انفسهم منتصرين الآن)، سيُداسون بأحذية اليمنيين (وأحذية الإنسانية بشكل عام) ليس فقط بسبب فسادهم ولا بسبب عجزهم ولا بسبب نهر الدماء الذي أسسوا له في اليمن، ولكن لسبب رئيسي: فوقيتهم الغبية ومقولاتهم المحتقرة لليمنيين بالطول والعرض.

كل ما يفعلونه الآن باليمني هو انتقامٌ مُقدم، إذ لا أحد يعرف مصيرهم، ويراه أمام عينيه، أكثر منهم. إنهم واثقون في نعايتهم ولذلك يستعجلون الثأر من ضحايهم مسبقاً.

هل نحن نبالغ؟

إليكم هذا النص للسيد حسين بدر الدين أمير الدين الحوثي في واحدة من أخطر وأهم ملازمه وأكثرها فجورا، واحتقارا لليمنيين:

“أهل البيت أصبحوا الآن آلافاً مؤلفة في اليمن وفي إيران والعراق والحجاز وفي مختلف بقاع الدنيا، لنتحدث عنا هنا في اليمن: آلاف مؤلفة (..) لكن لماذا يوم كان آل البيت أعداداً قليلة، أفراداً معدودين، كان الواحد منهم يبني أمة بأكملها، ويقيم حكومة إسلامية بكاملها؟!!” (انتهى. وقراءة الملزمة مهمة جدا جدا لكل يمني ولكل إنسانانها وثيقة تاريخية ليس أقل)

هذا هو جوهر رسالة الجماعة، وبالمناسبة وكما تذكر الملزمة فإن المحاضرة ألقاها في حشد من “آل البيت” في ضحيان! وعنوانها “مسؤولية آل البيت”. وفيها كل قذارة عنصرية لا يستسيغ إلا أكثر الناس بدائية وجهلا التعامل معها.

إساءة كاملة وحقيقية للإسلام ليس فقط بالتعريف المادي الديالكتي المحض بل بالمعنى الديني/ اللاهوتي المباشر: فالله لم يخلق الأرض ومن عليها إلا من أجل آل البيت الذين هم أبناء هاشم، عفوا أبناء أبي طالب، لا لا أولاد علي تحديدا، ومن فاطمة حصراً، لا لا عفوا: أولاد الحسن و الحسين، لا المسامحة منكم: أولاد الحسن بس، وإلا من الآخر: عيال بدر الدين!

لو كنا في فيلم من أفلام هوليوود لكان هذا النص في مشهد لمتطرف جاهل معزول عن العالم، وستتبعه مشاهد لطعفرة وجهه ووجه قائله أربع جهات الأرض.
يتبع..

*صفحة الكاتب على فيسبوك

Exit mobile version