المرسى – رأي
لم تستطع الأطراف اليمنية لا قبل 2011 ولا بعده استيعاب مقتضى التغيير.
ورغم خمسين سنة من التأهيل السياسي ومن التعليم والتنافس، استمرت الوجوه القديمة مسيطرة وحتى 2011 فهمتها بأنها تجديد لها هي أيضاً.
لا مكان للوجوه الشابة الجديدة المؤهلة، إلا في إطار ضيق.
عطل الجيل القديم إمكانية التغيير والانتقال للجيل الجديد، فانهار مركز الدولة كقضية عامة.
سقطت الدولة فملأ الحوثي الفراغ، هو الوحيد الذي كان يملك قوى شابة جديدة، ولكن بالطبع بمضمون أكثر رجعية من جيل الجمهورية الشائخ.
الحوثي حالة رجعية مفرطة، وبقوى شابة، منع اليمنيين من تجديد دولتهم وبلادهم.
ومرة أخرى، وجد شباب الجمهورية المتسلحون بالمشروع العصري والتفكير الحداثي أنفسهم في هاوية إضافية.
فقدوا فرصهم في عهد دولتهم إلى ما قبل 2014.
ثم فقدوا تلك الدولة بالمرة تحت وقع الخراب الحوثي.
ومؤسف أن ما تسمى بالشرعية تمادت في إيذاء نفسها، وعطلت المركز الاجتماعي لها، وصارت مجرد وظائف شللية لإعالة من لديهم وساطات وزعت عليهم الوظائف العليا.
واليوم يعاني وسط الوساطات هذا من التوهان والاختناق.. فقد ضاقت الفرص داخل الشرعية ولم يعد هناك من أطراف قادرة على تحمل “عفش” الوساطات هذا.
ومقابل ضياع آلاف الكوادر، داخل اليمن بفعل الجائحة الحوثية، أو في الشتات بفعل فساد الشرعية، هناك عشرات من الأسماء فرضت لنفسها حضوراً باسم اليمن في المجتمع الدولي.
قبل أشهر استمتعت بمقيل محترم في المخا رفقة الاستاذ أحمد ناجي، وتعرفت على كادر متميز، منحني النقاش معه فسحة تحدٍ فكري ممتع، تشعر معه بالفخر، بهكذا نماذج.
والأسبوع الماضي والذي قبله كان ماجد المذحجي يتألق مع فريقه في لاهاي.. ثم فارع المسلمي وهو يصدر لنا النقاش الأهم والأجمل خلال العام مع رئيس المجلس الانتقالي اللواء عيدروس الزبيدي.
وثلاثتهم من مناطق الشمال، إب، ذمار وتعز.
ومثلهم من مناطق مختلفة في الشمال.
أما الجنوب فمنحاه مختلف، إذ إن وجوهه الجديدة فرضت التغيير.. ولكن على الأرض، في الداخل.
أريد أن أكتب قائمة بشبان وشابات، من جيل مطلع الثمانينات.. يلمع أداؤهم ونفتخر بهم، نحن كجيل سابق انتهت فرصنا في التأثير العام.
أو بالأصح استهلكناها في صراع مع جيل الأبوية.
تكسرت بلادنا بسبب انغلاق وعي نخبها القيادية وهي تحاول الاستحواذ، ولو أتاح الجيل القديم الفرص لأبناء هذه القائمة لكانت اليمن بخير