المرسى – رأي
منذ سنوات وهناك عملتان في البلد، ومنذ سنوات وهناك بنكان مركزيان في البلد، وإن كان أحدهما غير معترف به شرعياً، ولكن في الحقيقة أن له سلطاته التي يمارسها بصورة كاملة على المؤسسات المالية والمصرفية في مناطق سيطرته، وجميع تلك المؤسسات ملتزمة بتنفيذ سياساته النقدية وتطبيق قراراته وإجراءاته المتخذة.
مركزي عدن سبق وأصدر طبعات جديدة من النقود ولم يعترف أو يتعامل بها مركزي صنعاء، واليوم مركزي صنعاء يصدر طبعات جديدة من النقود المعدنية ولم يعترف بها مركزي عدن.
في المقابل هناك تنسيق قائم بين البنكين في صنعاء وعدن لتسيير بعض المعاملات المالية والمصرفية لخدمة القطاعين المصرفي والتجاري -شمالاُ وجنوباً- وهو في حقيقة الأمر يمثل تنازلاً واضحاً من مركزي عدن لصلاحياته (باعتباره البنك الرسمي للبلد) لصالح مركزي صنعاء.
أن يشرع مركزي صنعاء اليوم إلى طباعة كمية من العملة المعدنية (فئة 100 ريال) لتحل بديلاً عن كمية التالف من النقود الورقية لنفس الفئة، فذلك إجراء متوقع وطبيعي خصوصا في ظل التلف شبه الكامل للنقود من هذه الفئة ومحدودية الخيارات أمامه في ظل تبدد فرص الحل السياسي الشامل للبلد.
المؤكد أن طباعة هذه الكمية من النقود المعدنية ليست سوى خطوة أولية نحو مزيد من الخطوات التي تخطط لها مليشيا الحوثيين في هذا الاتجاه.
وما يهمنا الآن هو معرفة ماهية الخطوات التي يعتزم مركزي عدن والحكومة الشرعية اتخاذها في هذا الصدد خصوصاً وأن لديهما الكثير والكثير من الخيارات التي تفتقد للإرادة الحقيقية والشجاعه لاتخاذها.
من صفحة الكاتب على فيسبوك