في مثل هذا اليوم من عام 2023، ودّعت جدران سجن جهاز الأمن والمخابرات التابع لمليشيا الحوثي، بعد قضاء خمس سنوات مليئة بالقمع والألم والقهر والتعذيب والتنقل من سجنٍ لآخر.
لم يكن لي ذنب سوى كوني صحفيًا، وهذه الصفة كانت تثير رعبهم، مما استدعى روتينًا خاصًا ومختلفًا للصحفيين عن غيرهم من السجناء.
خمس سنوات سُرقت فيها شبابي، قُيدت فيها حريتي، وأُخفيت قسراً لمدة عام كامل تحت وطأة التعذيب من قبل هذه المليشيا.
لكن إرادة الحياة كانت أقوى من قيودهم، والصبر كان أشد من وحشية جلاديهم. لم يفلح ظلمهم في كسر إرادتي، ولم تفلح وحشيتهم في إطفاء نور الأمل داخلي.
واليوم، ها أنا أقف هنا حراً طليقاً، أتنفس عبق الحرية بعمق، وأستشعر دفء الشمس على جسدي التي حُرمت منها طيلة تلك السنوات إلا فيما ندر من سويعات قليلة.
خمس سنوات علّمتني الكثير. فهمت فيها قيمة الحرية الحقيقية، وتعلّمت كيف أقدّر كل لحظة، وكيف أحارب من أجل نفسي وغيري دون خوف أو تردد.
خرجت من السجن إنساناً جديداً،إنساناً أقوى، وأكثر إيماناً بالحياة، مؤمناً بعدالة قضيتي التي دخلت السجن من أجلها.
لن أنسى أبداً ما مررت به، لكنني لن أسمح له بكسري. سأحمل هذه التجربة كدرس قاسٍ، وسأستمر في المضي قدماً دون التفات إلى الوراء.
تعزز إيماني بأن الحقيقة والعدالة دائمًا هما الغالبان، وأن الحرية ليست مجرد كلمة في القاموس، بل هي حق من حقوقنا الطبيعية والمسلم بها في أي وقت وتحت أي ظرف.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك