رأي – سعيد بكران
كثير من أنصار شرعية السيادة من الفندق في الرياض مصدومون من التغير المفاجئ في خطاب هذه العصابة تجاه الإمارات، وخاصة الشكر والامتنان الذي ورد على لسان وزير الخارجية هو ذاته الوزير الذي توجه للأمم المتحدة محرضاً على ذات الدولة التي يشكرها اليوم.
عدا عن الصدمة عن عجز هؤلاء العابثين والفسدة عن أي حركة لإجلاء عدد بسيط من الطلاب في ووهان الصينية، وهم أنفسهم الذين حركوا الجيش الجرار بآلاف الجنود لإعادة الحرب في شوارع عدن ولم تعجزهم الإمكانيات ولا قلة المال والسلاح.
هؤلاء الفاشلون والمرتزقة في الأساس لم يصبحوا شرعية ذات وقت من الأوقات، فقدوا كل شيء: الموانئ والمطارات والمدن والمنافذ، وسلمت قواتهم من صعدة إلى المكلا للجماعات وهربوا.
تدخلت دول التحالف وكان للإمارات الجهد الأكبر في إعادتهم، وسلمت لهم المدن والموانئ والمطارات والمقرات الحكومية وأعادت بناء قصر معاشيق.
وعندما عادوا فشلوا أو تعمدوا الفشل في بناء علاقة محترمة مع الدولة التي أعادتهم، وأدخلوا الشعب في المناطق المحررة في صراع غبي وعبثي، وحولوا الحليف الذي قاتل من أجل إعادتهم إلى عدو ورفضوا احترام مبدأ الشراكة معه عسكرياً وأمنياً في المناطق التي أسهم في تحريرها.
أصروا بغباء وعنجهية على رسم دور محدد للحليف يكون فيه مجرد شاقٍ لهم، يقاتل ويحرر ثم يترك لهم السير في نفس الطريق الذي سقطت به نفس المناطق.
فتح الإماراتيون خطوط علاقة مرنة وقوية بالمجتمعات في المناطق المحررة الجنوبية وحتى مأرب، لأنه عندما دخل للقتال فيها لم يجد جيشاً وطنياً ولا رئيساً ولا مخرجات حوار ولا أكاذيب المشروع الوطني.
وإنما وجد في كل منطقة أبناءها يقاتلون ويرفضون الحكم الكهنوتي، وجد الجنوبي الذي يرفض سلطة القهر وحكم الموت والضم بالقوة.
رتب صفوف هذه المجتمعات، ونظم شبابها وحولهم لقوة جديدة تحمي الأرض أولاً قبل أي حديث عن شكل دولة ولا مشاريع وهم.
اعتبرت تلك العصابة الاتصال الإماراتي بالمجتمعات المحلية خطراً يتهدد ترتيبها السلطوي الفاسد الذي تدمرت به الدولة والسلطة، وسقطت وتناثرت بيد مجاميع مسلحة مدججة بالخرافة والقسوة.
الموقف العدائي من الإمارات من قبل هذه العصابة لم يكن موقفاً وطنياً في يوم من الأيام ولا من أجل السيادة بل موقف عداء من أجل الحفاظ على دولة مراكز النفوذ الديني والقبلي العفن الذي أمسك لعقود برقبة وطن وشعب وخنقه وأنتج هراءً لا جيشاً يحمي الناس من الإرهاب ولا أمناً ولا خدمات ولا اقتصاداً ولا عملة وانعدم الحياء من هؤلاء اللصوص.
ولأن الموقف من الإمارات لم يكن وطنياً، ولا من أجل مصلحة الشعب المنكوب، ها هو يتقلب الآن من الضد إلى الضد.
والفكرة واضحة عند هذه العصابة العابثة.
إما أن تعمل الإمارات لنا وفق رؤيتنا للدولة والشمال والجنوب، ووفق ما حددناه نحن سلفاً قبل السقوط، وتسمح لنا بممارسة نفس النهج السابق مع الشعب الذي قاتل مع الإمارات، وإما هي احتلال!!
على الإمارات أن تتحول، إذاً، إلى ذراع عسكري لهذه الطبقة العفنة والفاسدة والفاشلة، وتستلم منهم الأوامر لقمع المجتمعات التي قاتلت معها يوم هربت هذه العصابة للمنافي والفنادق.
فجأة تحول الحريزي لقاطع طريق وهو الذي كان يتحرك بأوامر العصابة ومن مكتب هادي وعلي محسن.
وفجأة انضم وزير خارجية العصابة لشعار شكراً إمارات.
هؤلاء مرتزقة يبيعون المواقف، ويضحكون على البسطاء ويتاجرون بدمائهم، وقد أنهكوا شعباً فقيراً وفقره كان بسببهم وبسبب حكمهم، ومزقوا أواصر مجتمع منقسم أصلاً وعمقوا خلافاته بالشعارات والأكاذيب.
- من صفحة الكاتب على الفيسبوك