سمير رشاد اليوسفي يكتب.. مشكلة اليمنيين مع الحركة الحوثية!

المرسى – رأي

قلة من السياسيين والمفكرين المطلعين على خبايا الحركة الحوثية كانوا يُحذرون من مشروعها العنصري المرتبط بإيران، لكن أصواتهم تناثرت هباءً بين شغب المزايدين، وصخب الحاقدين.

وكثيرون دافعوا عنها وساندوها بحسن نيّة، على وَهم أنّها تُمثل أقلية مذهبية مضطهدة، إذا أُتيح لها الانخراط في العمل السياسي؛ ستتخلى عن السلاح، وتكتفي باستخدام أدوات الصراع المكفولة وفقاً للدستور؛ فتلجأ لتأسيس حزب تُقدم من خلاله برامجها وتصوراتها للحكم، وتنافس به للوصول إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع. لكن الجماعة التي أدمنت الغدر، تعاملت مع تلك النوايا الحسنة بكل ما لديها من سوء نية.

ومع الأسف، لم يأبه الغرب كثيراً للمجازر وشلالات الدم التي سفكها الحوثيون، طالما كان ضحاياهم من اليمنيين. حيث كان الأوروبيون والأميركان على قناعة بأنّ الجماعة الحوثية يمكن التعايش معها.. بل والاستفادة منها في محاربة الإرهاب والتطرف، مستدلين بأنّ مواطنيهم داخل اليمن لم يمسهم الحوثيون بأي سوء، عكس بعض الجماعات الإرهابية المُنتمية للمذاهب السُنيّة.

وظل سفراء الولايات المُتحدة وبريطانيا على تواصل نشط مع الحركة لا سيما في الحرب السادسة من حروب تمردها على الدولة، كما كانوا يحجّون بمواكبهم إلى صعدة للقاء بهم، في تحدٍ سافر للنظام الذي كان يحاربهم تارة ويفاوضهم أخرى.

وأسهم الناشطون المؤيدون للحركة -لأسباب عرقية- بدور كبير في الترويج لها عند مختلف الجهات والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان.

وخلاصة القول، فإنّ مشكلة اليمنيين مع الحركة الحوثية تكمن فيما يطلقون عليها (الولاية)، وحصرها في نسل أسرة واحدة، يَرَوْن أحقيتها في الحكم. ليس بسبب جهود بذلتها، أو خدمات قدمتها.. ولكن، لكونهم يَرَوْن أنّهم من عرق أنقى، ونطفة أرقى، وسلالة اصطفاها الله للحكم من دون الناس. وهي فكرة نازيّة وعصبوية مقيتة لا تليق بأي بشر سَوي. ناهيك عن أسر تدعي الإيمان، والقرابة من الرسول الكريم.

ودون تخلي الحركة عن مفهومها النازي للولاية، فلا جدوى من المفاوضات معها، غير منحها المزيد من الوقت. تتأهب فيه لمعارك جديدة. 

أمّا المبتهجون بإطلاق الحوثي للصواريخ نحو إسرائيل وفق ادعائه، واختطافه للسفن دفاعاً عن غزة، حسب زعمه، نأمل منهم التوقف أمام ادعاءاته العنصرية القائمة على معتقده بأنّه ابن النبي الذي اصطفاه الله للحكم والسيطرة، ومحاربته لليمنيين لفرض ولايته على اليمن والمنطقة! وهي لا تختلف كثيراً عن مزاعم اليهود بحقهم في احتلال فلسطين بدعوى أنها أرض الميعاد، التي بشّرتهم بها التوراة لأنهم شعب الله المختار، مع فارق يتفوق به اليهود عليه في كونهم يمارسون في بلدهم الديمقراطية ويحتكمون لصندوق الاقتراع.

* من صفحة الكاتب على إكس

Exit mobile version