المرسى- رأي
في تحرك استراتيجي يعكس التحولات الجارية على الساحة الإقليمية والدولية، قام نائب رئيس المجلس الرئاسي اليمني، طارق صالح، بزيارته الثانية إلى موسكو في سبتمبر 2024. هذه الزيارة تعدّ نقطة تحول هامة، حيث تبرز رغبة اليمن في تعزيز علاقاته مع روسيا في ظل التحديات المتزايدة التي تواجهها البلاد.
خلال لقائه مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، تم تناول قضية تسوية الأزمة اليمنية عبر حوار وطني شامل برعاية الأمم المتحدة. يعكس الدعم الروسي لهذا الحل رغبة موسكو في لعب دور أكبر في استقرار اليمن، مما يعزز من موقفها كوسيط محايد بعيدًا عن الانخراط في التحالفات العسكرية.
أحد الموضوعات الرئيسية كانت تأمين الملاحة في البحر الأحمر، وهو أمر بالغ الأهمية لكلا البلدين. تهديدات الحوثيين، المدعومة من إيران، تضيف تعقيدًا للوضع، ويبدو أن التعاون بين موسكو وصنعاء يهدف إلى سد الفراغ الذي قد تستغله إيران لتعزيز نفوذها.
إعادة افتتاح السفارة الروسية في عدن تمثل تطورًا مهمًا، تعكس التزام روسيا بتوسيع شراكتها مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا. هذا الانفتاح يشير إلى رغبة موسكو في لعب دور محوري في اليمن على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
تؤكد زيارة طارق صالح إلى موسكو أن اليمن وروسيا على أعتاب مرحلة جديدة من التعاون، حيث تسعى موسكو لتعزيز نفوذها وكبح تدخلات أطراف إقليمية تسعى لتوسيع مصالحها على حساب استقرار اليمن والمنطقة.
*من صفحة الكاتب على إكس