المرسى- رأي
في السنوات الأخيرة، برز دعم مسعود بيزشكيان للحوثيين كجزء من استراتيجية أوسع للنظام الإيراني، تعتمد على الاستفادة من الوكلاء الإقليميين لتعزيز مصالحها الجيوسياسية تحت غطاء دعم القضية الفلسطينية. منذ انتخابه رئيساً لنظام الملالي، شدد بيزشكيان على أهمية دعم حلفاء النظام في المنطقة، مما يعكس استراتيجية متكاملة للتدخل والنفوذ الإقليمي.
في اتصال حديث مع مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، أشاد بيزشكيان بالحوثيين ووصف دعمهم لفلسطين بأنه “شجاع”، في خطوة تؤكد على توظيف إيران للصراعات الإقليمية لتعزيز أهدافها الخاصة. لعب الحوثيون، أو ما يعرف بأنصار الله، دوراً محورياً في هذه الاستراتيجية، لا سيما عبر تحركاتهم في البحر الأحمر.
وتسببت هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر، بحجة دعم فلسطين، في وقوع خسائر بشرية وأضرار اقتصادية كبيرة، حيث أسفرت عن مقتل أفراد من طواقم السفن وتدمير سفن تجارية.
استيلاؤهم على إحدى السفن لعدة أشهر تسبب في تعطيل سلع تقدر قيمتها بتريليون دولار سنويًا، مما يشير إلى التأثير الاقتصادي للحرب بالوكالة التي تديرها إيران.
عززت رئاسة بيزشكيان التزام النظام بتقوية وكلائه الإقليميين. وفي رسالة حديثة لحسن نصر الله، أكد بيزشكيان استمرار دعم إيران لحزب الله والجماعات التابعة له. وعلى الرغم من التغيرات في القيادة، لا يزال دعم إيران لهذه الجماعات ثابتًا، ما يعكس التزام النظام الإيراني بالحفاظ على نفوذه الإقليمي من خلال شبكة حلفائه.
يتماشى هذا النهج مع ما يسميه النظام بـ”الحفاظ على النظام”، وهي عقيدة متأصلة في سياساته الداخلية والخارجية على حد سواء. النظام، الذي يعتبر هذا المبدأ أساسياً منذ عهد الخميني، يمزج بين القمع الداخلي والتدخلات الخارجية، وهو ما يتضح في دعمه المستمر للوكلاء الإقليميين مثل الحوثيين وحزب الله.
أكد الجنرال الأمريكي كينيث ماكنزي، القائد السابق للقيادة المركزية الأمريكية، أن الهدف الرئيسي لإيران يتمثل في الحفاظ على استقرار النظام، وهو ما يدفع سياساتها الخارجية ويحدد تحالفاتها الإقليمية. هذا التوجه الاستراتيجي، الذي يركز على الحفاظ على البنية الثيوقراطية الإيرانية، يشكل عموداً فقرياً لتصرفات النظام في المنطقة.
إن قمع الاحتجاجات الداخلية في إيران، مثل قتل وتعذيب الناشط محمد مير موسوي، والحوادث الدولية مثل إسقاط الطائرة الأوكرانية، تؤكد مدى تمسك النظام بالسلطة. تتبع هذه الأفعال نمطاً قمعياً مستمراً يهدف إلى تثبيت حكم النظام وقمع المعارضة.
الرجوع إلى أحداث تاريخية مثل إعدامات عام 1988، حيث أعدم النظام الآلاف من أعضاء منظمة مجاهدي خلق، يوضح استعداد النظام لاتخاذ إجراءات متطرفة للحفاظ على سلطته. هذا التاريخ من العنف والإبادة الجماعية يعكس رؤية النظام الإيراني القمعية، التي لا تزال توجه سياساته حتى اليوم.
في الختام، يشكل منطق “الحفاظ على النظام” أساساً لفكر وسياسة ولاية الفقيه، حيث ينعكس في دعم الوكلاء الإقليميين مثل الحوثيين وحزب الله واستخدام العنف الداخلي لقمع المعارضة. هذا التوجه يتطلب جهوداً دولية منسقة لمواجهة نفوذ النظام الإيراني وتحقيق .
نقلاً عن موقع خبر نيوز