خرافة الولاية.. كوميديا سوداء تفخخ الجغرافيا

رأي – محمد ناجي

تم تجميع بضع مئات داخل حيز ضيق لمدرسة من مدارس شرعب الرونة، للاحتفال بخرافة الولاية الطائفية بأبعادها السياسية…

التسجيل الذي بُثّ في مواقع التواصل استخدم طعماً لاستدراج الناس إلى فخ التهكم المناطقي، فبضع مئات يتم حشرهم في حيز ضيق لمدرسة يصبح في ثقافة الفرجة مشهداً يعم شرعب كلها، يصبح جغرافيا!

ومع استحالة ذلك منطقاً وعقلاً، لكن الانحطاط الذي سقطنا فيه طيلة سنوات العقد الأخير، والانهيار الذي نعيشه في مستنقع سنوات الحرب الطائفية استلبت وعي الكثيرين، مثقفين وإعلاميين وسياسيين وأكاديميين وناشطين إلخ، وأسهمت مواقع التواصل الاجتماعي في تعميق هذه الغيبوبة…

مع التجويع والتجهيل فإنه من المتوقع توظيف ذلك لصالح خرافة الولاية ومحمولاتها السياسية العنصرية، لكن المشهد البصري الذي تم بثّه في مواقع التواصل لبضع مئات كان أبرزهم من المشيخ وملاك الأراضي في المنطقة، وأن بسطاء الناس كانوا ثانويين في ذلك المشهد…

تلاعبت الصورة بالعقول، وصورت بضع مئات وكأنه “احتشاد مليوني” على طريقة “مليونيات” الإخوان المسلمين!

هرولة الوعي المناطقي في استجابته لما تم بثّه خدم الغاية المرجوة من ذلك الفيدو.

تم استدراج الناس بعبارات هزلية، من نوع الكوميديا السوداء:

لو كان النبي محمد حيا لقال: جاءكم أهل شرعب هم ألين قلوبا وأرق أفئدة…

ولو كان علي بوابا على باب الجنة لقال لشرعب ادخلوها بسلام…

بمثل هذه العبارات ذات الوقع الهزلي، وبكوميديتها السوداء تم استغفال الناس في مواقع التواصل الاجتماعي، وجعلهم في شغل مناطقي فكهين، لتكون خصومتهم مع الجغرافيا، لا مع الخرافة الطائفية العنصرية!

*من صفحة الكاتب على الفيس بوك

Exit mobile version