المرسى – رأي
هل نحن أمام تسوية أم معركة تفكيك قوة الحوثي وتجريده من أدوات الضغط الاستراتيجية، المتجاوزة رقعة اليمن إلى المناطق الحساسة ذات الصلة بالملفات والمصالح الدولية؟
بتتبع المؤشرات نحن أمام الاثنين معاً، تفاهمات مع الحوثي، وحوافز اقتصادية من موقع الحسابات السياسية الأنانية للرياض، لانتزاع ضمانات أمنية على حساب الجميع، والبحث عن منطقة آمنة ومنزوعة السلاح أو محددة التسليح على حدودها الجنوبية.
ومن جهة ثانية هناك استشعار دولي بأن الحوثي بات يهدد الأمن والاستقرار العالميين، وهو ما يدفع الغرب للاحتشاد بأساطيله، لبحث طريقة مختلفة للتعامل مع هذا المشكل الحوثي المتشابك، والممتد من خدمة المشروع التوسعي الإيراني، وحتى التلويح بإغلاق باب المندب.
نائب وزير الخارجية لسلطة صنعاء، غمز من قناة خفية إلى هذ التوجه الدولي المتجه نحو التصعيد مع الحوثي، بإشارته التهديدية المرمزة إلى أن مثل هكذا قرار سيدفع الحوثي إلى إغلاق باب المندب، وإدخال الملاحة الدولية في وضع إقلاق وعدم استقرار لعشرات السنين، في حال أُتخذ قرار غربي يرجح المواجهة.
مرة ثانية، هل نحن أمام مؤشرات تسوية أم معطيات حرب؟
إسرائيل تقصف صنعاء والناتو يستجيب لدواعي التهديد الحوثي، ويبحر بأساطيله إلى قبالة المياه اليمنية، في ما السعودية تعيش في مفترق طرق كلاهما يقودها إلى خانة عدم الربح:
الاستجابة لمطلب الغرب بشراكة السعودية في مواجهة صواريخ الحوثي العابرة سماءها، يعني قرار حرب مع صنعاء وهو ما تتجنبه الرياض.
ورفض التجاوب مع المطالب تلك، يعني إضعاف قدراتها الحمائية العسكرية وإخراجها من تحت مظلة الحماية بهذا القدر أو ذاك.
وضع التعاطي مع الحوثي ملتبس، والإجابة على سؤال حرب أم لا حرب، يمضي في طريقين متصادمين، مبادرات السلام، ودبلوماسية القوة، وربما في مرحلة ما إدماجهما معاً: حوافز مع بقاء خيار المواجهة.
ومع ذلك يظل الحوثي بعد استهدافاته المتكررة للمصالح الدولية، هو أكثر عزلة سياسية، وأضعف مقبولية لجهة جهود التسوية، مما كان عليه طوال سنوات الحرب السابقة، وهذا ما قد يدفعه إلى الهروب مجدداً إلى الأمام نحو الحرب الداخلية، واسترخاء المؤسسة العسكرية الشرعية وخروجها عن الجاهزية ودرجة اختراقاتها المحققة، تغري الحوثي على مثل هكذا خيار.
من مصر إلى الناتو إلى الموقف الدولي الموحد تجاهه، الحوثي في فوهة المدفعية.
* من صفحة الكاتب على منصة إكس