رأي – خالد سلمان
تجري عمليات الإعداد والتخريج السياسي الإعلامي، لتوسيع نطاق مسرح العمليات ضد الحوثي لتشمل الحديدة ، وهي عملية لن تحدث من غير موافقة أممية، تُسقِط إتفاق ستوكهولم ،وتعلن أن مرحلة الإنتقال من خوض معارك التجزئة، إلى الحرب في كل الجبهات، قد أُتخذ بضوء أخضر دولي، وهو ما لم يتم حتى الآن.
التحالف اليوم الأربعاء وقبل لحظات ،أعلن أن ميناء الحديدة محطة لوصول المقاتلين الأجانب، والصواريخ الباليستية ، وأنه لم يعد ميناءً مدنياً بل هدفاً عسكرياً يحق للتحالف التعامل معه ومهاجمته.
هذه التهيئة بهدف الضغط ،مع إرجاء الشروع بمهاجمة الحوثي هناك ، ربما هو رهن بنتائج مفاوضات فيينا، والحوار الإيراني السعودي ،في جولته الخامسة المرتقبة ، وإلى أين يمكن أن يمضيا بشأن خفض التصعيد، والإتفاق على تهدئة تطال ما خلف الحدود السعودية ،مقابل تأجيل الإنتقال إلى المرحلة التالية ،حيث الحرب الشاملة المتزامنة في كل الجبهات ،من مأرب والبيضاء وربما تعز (إن حدث فيها تغييرات قيادية جوهرية سياسية وعسكرية)، وحتى الحديدة.
الإختراقات في جبهة شبوة وحريب ،ومحاولة الضغط لتنفيذ إتفاق الرياض ، وإنهاء تجريش القوات في بعض المحافظات كحضرموت وشقرة أبين والمهرة، والزج بها في ميادين القتال في مأرب والبيضاء ، كلها رسائل بالغة الوضوح للطرف الإيراني ، مفادها أما تفاهمات ثنائية وإما تقليم مخالبه الحوثية الضاربة في اليمن، عبر توسيع رقعة الحرب .
هل يمكن القول أن الحديدة، وشريان إمداد الحوثي بالمال والعتاد والمقاتلين قد قُضي أمره ، وأن المواجهة هي مسألة وقت، لتحقيق أحد هدفين إسقاط الإنقلاب أو إضعاف الحوثي ،لصالح تغليب كفة الحل السياسي، وتمرير تسوية لا يملك فيها الحوثي حق الفيتو وعصي التعطيل ؟.
التبريد او التصعيد كلاهما رهن قرار دولي ، ومثل هكذا قرار بدوره يبقى بإنتظار نتائج مباحثات النووي الإيراني ،وخاصة رسم مساحة حضور ودور إيران ،في عديد من ملفات المنطقة المحتقنة والساخنة، ومنها اليمن حيث قرارات الحرب والسلام ،تحتاج لطرق بوابات عواصم القرار، ومن ثم طهران و ابوظبي والرياض .
ومع ذلك تبقى الحديدة في مرمى ضرب النار وممكنات التفجير.
*من صفحة الكاتب على فيسبوك