أسامة الشرمي.. “تهامة” رمزاً للأصالة والعراقة

المرسى- رأي

تهامة، تلك البقعة الجغرافية التي تمتد على طول الساحل الغربي لشبه الجزيرة العربية، تُعتبر من أقدم المناطق التي عرفت الحضارة والإنسانية. عندما نتحدث عن تاريخ تهامة، فإننا نستحضر عبق التاريخ وحضاراتها العريقة التي تعاقبت عليها على مر العصور.

تاريخ تهامة هو تاريخ البحارة والملاحين الذين جابوا مياه البحر الأحمر. هنا، حيث كانت تهامة ميناءً للقوافل التجارية ومحطة استراحة للحجاج المتجهين إلى مكة المكرمة، ازدهرت التجارة ونشأت العديد من المدن التي أصبحت فيما بعد مراكز حضارية وتجارية هامة.

قديماً، كانت تهامة مأهولة بالعديد من القبائل العربية التي أسهمت في صياغة تاريخها. كانت هذه القبائل تتسم بالشجاعة والكرم وحبها للحرية، وقد دافعت عن أرضها ضد الغزاة وحافظت على تقاليدها وعاداتها. أسهمت تهامة في نشر الثقافة الإسلامية، حيث كانت ممرًا هامًا للحجاج القادمين من مختلف أنحاء العالم الإسلامي.

لا يمكننا أن نتحدث عن تهامة دون أن نذكر تأثيرها الثقافي العميق. فقد أسهمت المنطقة في إثراء الأدب العربي والشعر. الكثير من الشعراء والأدباء تهاميين قد أثروا الأدب العربي بقصائدهم وقصصهم التي عكست حياة البداوة والمغامرة والإصرار.

وفي الأزمنة الحديثة، شهدت تهامة تطورات هامة في مختلف المجالات. ورغم التحديات التي واجهتها، بقيت هذه الأرض محافظة على هويتها وتراثها، مُظهرةً قدرة كبيرة على التكيف والصمود.

تظل تهامة، بقراها ومدنها، بشعوبها وتقاليدها، رمزًا للأصالة والعراقة، وشاهدًا حيًا على عبق التاريخ الذي لا يزال ينبض بالحياة. إن الحديث مع ابناء تهامة يعني الانغماس في تجربة فريدة تعيد للأنسان حكايات الزمن القديم وجور الزمان وضلم اللئام للكرام بكل ما تحمله هذه القصص من معانٍ عميقة ومشاعر صادقة.

من صفحة الكاتب على الفيسبوك

Exit mobile version