المرسى – رأي
لم تصل بعد الصحوة الأمريكية تجاه خطر مليشيا الحوثي إلى المستوى الكامل.
تصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية عالمية، وتشكيل حارس الازدهار، وتنفيذ الضربات الجوية، كلها محاولة أمريكية لاحتواء المليشيا. ولا يمكن اعتبار التطور في الموقف الأمريكي محاولة للحد من قدرات مليشيا الحوثي.
ساهمت إدارة بايدن خصوصاً، والمجتمع الدولي عموماً، في تقوية مليشيا الحوثي، وإنقاذها أكثر من مرة من هزيمة مؤكدة كانت تنتظرها، وتطور الدعم لاحقاً إلى دفع الحكومة لتلبية المزيد من رغبات مليشيا الحوثي، من ستوكهولم إلى اتفاق الهدنة وصولاً إلى خارطة الطريق الأخيرة.
أمام كل تصلبٍ حوثي، كان الوسيط الأمريكي إلى اليمن يدفع الحكومة لتلبية المزيد من الرغبات الحوثية. مكاسب عديدة حصدها الحوثي بدعمٍ أمريكي بريطاني. وهي مكاسب كانت تذهب باتجاه ترسيخ مليشيا الحوثي، وعملياً ترسيخ وجود إيران في اليمن، وعبره على مضيق باب المندب حيث أهم ممرات التجارة العالمية.
يدفع الأمريكيون والبريطانيون ثمناً مستحقاً في الأثناء. ظل اليمني يحذر من خطر المليشيا، وكان المجتمع الدولي يدفع باتجاه بقائها.
منع معركة الحديدة، ومنها تنفذ مليشيا الحوثي الهجمات الإرهابية على سفنه. ودون تحريرها، ودعم الحكومة عسكرياً لتحرير باقي المناطق اليمنية يظل هذا الخطر قائماً، وقد يتعاظم حال الذهاب إلى حل سياسي بصيغته الحالية التي يجري التسوق لها.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك