المرسى – رأي
لم أراهن يوماً على العليمي، ولم أصدق جملة من كلمة أو تصريح أدلى به. كنت قد شاهدت تجربته في إدارة مدينة تعز عندما كان مستشاراً للرئيس هادي، وراهنت على استمرار الفشل وتعميم الفوضى إلى كل المحافظات اليمنية.
الوضع المتدهور في تعز هو صنيعة العليمي مستشاراً ورئيساً.
وعامان هي مدة كافية لتقييم إنجاز مجلس القيادة الرئاسي. أين يقف هذا المجلس اليوم عسكرياً واقتصادياً وخدمياً وسياسياً؟ أين أنجز في هذه الملفات؟
خدمياً الوضع متدهور، وعسكرياً الوضع مجمد حتى وميليشيا الحوثي قد استهدفت الموانئ النفطية، واقتصادياً, هذا البؤس المنتشر على وجوه الناس هو شاهد على الفشل، وسياسياً، استمر يراهن بضغط أو برضى على المفاوضات وهي التي فشلت في دفع المليشيا الحوثية إلى رفع حصارها عن أكثر من خمسة ملايين مدني في مدينة تعز.
لم يجد العليمي ذاته في إحدى اجتماعات مجلس القيادة إنجازا يسرده. عد تشكيل مجلس القضاء إنجازا وقرارات أخرى غير ملموسة الأثر على الأرض.
يحفل رصيد مجلسنا بحزم القرارات الرئاسية لمكافحة البطالة في صفوف القيادات السياسية اليمنية التي تعتاش من ألم وعذاب هذا الشعب خارج بلادها.
335 قراراً أصدرها العليمي منذ تشكيل المجلس في أبريل 2022، المعلن عنها 56 قراراً فقط. مائة قرار منها أصدرها منذ بداية العام الجاري.
بعيداً عن الانفراد، لمن أصدر العليمي هذه القرارات، وفي أي دوائر حكومية؟ لماذا لم يُعلن عن هذه القرارات؟
لأنها لمكافحة البطالة السياسية أصدرها سراً خشية غضب هذا الشعب. وتلك عادة رئاسية متوارثة منذ عهد الرئيس السابق عبدربه منصور هادي.
لم يستطع العليمي إقناع وليس إجبار القيادات التي عُينت سابقاً العودة إلى العاصمة عدن للعمل. عدة توجيهات أصدرها، ولم يلتزم مسؤول واحد بهذا التوجيه؟ عين الجدد وهم إلى جوار زملائهم.
يرون أن هذه البلاد لا تناسبهم، وغير مستعدين لتقاسم المعاناة مع هذا الشعب الذي يأكلون من جسده المثخن بالجراح دون أن تعذبهم ضمائرهم، هذا إذا عندهم ضمائر، أو يشعرون بأدنى إحساس من المسؤولية تجاه هذه البلاد.
نعاني من رداءة السلطة والنخبة. وهذه المشكلة التي ترافقنا دوماً، ولا نعلم إلى أي وقت.
من صفحة الكاتب على الفيسبوك