المرسى – رأي
الدم الذي سفكه الأجير عبدالملك الحوثي وميليشياته في تعز ليس أرخص من الدم الذي يسفكه الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
الآلاف من المدنيين سقطوا بقصف وألغام وقنص ميليشيا الحوثي في ريف ومدينة تعز، وضعفهم قضوا وهم يخضون أقدس المعارك في خطوط التماس، ويدافعون عن ثوابت بلادهم الوطنية.
في تعز قضى تقريبا ذات العدد الذي قتله الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة. هذا في محافظة واحدة، فما الفرق إذاً بين الاحتلال الإسرائيلي وميليشيا الحوثي؟
كلاهما يهدم المنازل على رؤوس ساكنيها، ويقنص الأبرياء، ويحاصر المدن، ويزرع الألغام، ويفجر المنازل، ويحول كل منطقة يصل إليها إلى دمار ومأساة كبيرة.
ولم يوفق عارف جامل في موقفه من زعيم ميليشيا الحوثي. هو كما الرحبي والحسني والحزمي وأنيس منصور، وجد القضية الفلسطينية مبرراً لمبايعة الأجير عبدالملك الحوثي.
***
في الوقت الذي كانت منظمة هيومن رايتس ووتش تقارن بين حصار الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة وحصار ميليشيات الحوثي الإرهابية على مدينة تعز، كان وكيل المحافظة ذاتها عارف جامل، يشيد بمن ينفذ الإرهاب على مدينته ويحاصرها تحت عنوان وقوفه إلى جوار القضية الفلسطينية.
تعيش تعز المعاناة ذاتها الذي يعيشه قطاع غزة. قالت هيومن رايتس، وطالبت برفع الحصار على المدينتين. وذاك هو الموقف الطبيعي.
الإرهابي في اليمن لا يمكن أن يكون إنسانيا في فلسطين. هو كما باقي الجماعات الدينية يستخدم القضية الفلسطينية كورقة يرسخ بها وجوده في اليمن، ويحاول تكوين حاضنة شعبية له.
كان على السلطة في تعز أن تحشد جهودها لتذكر العالم بإرهاب ميليشيا الحوثي على المدينة. لم ترق هذه المهمة لوكلائها العشرة تقريباً، وبادر واحد منهم والحديث هنا عن عارف جامل، يشيد بموقف ميليشيا الحوثي ويدعو إلى تأجيل المعركة معها.
من صفحة الكاتب على فيسبوك