رجال “المشتركة” يبدّدون وعود قائد مليشيا الحوثي لمقاتليه في الدريهمي
المرسى / تقرير خاص / السبت 9 نوفمبر
تستميت مليشيا الحوثي خلال الأسبوعين الماضيين لفك الحصار عن مقاتليها داخل مدينة الدريهمي جنوب الحديدة، بعد وعود من زعيم المليشيا سحقتها القوات المشتركة.
وكشفت مصادر خاصة لـ”المرسى” أن زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي وعد مقاتليه المتحصنين داخل مدينة الدريهمي بفك الحصار عنهم خلال شهر، وذلك في تسجيل مصور بعثه الحوثي مع موفد له ضمن القافلة الإنسانية التي دخلت الدريهمي منتصف أكتوبر الماضي.
ووفقاً للمصادر، فقد احتوت رسالة زعيم المليشيا على تطمينات للقيادات المحاصرة وأفراد جماعته مفادها أنه إذا لم يتم فك الحصار عنهم خلال شهر فإنه سيلجأ الحرب وسيقاتل معهم ضد القوات المشتركة ولن يقف مكتوف الأيدي.
وتأتي وعود الحوثي نتيجة لحالة الإحباط والياس الذي وصل اليها ما يقارب 350 عنصراً غالبيتهم من “الهاشميين”، في حين لم تتحرك المليشيا إلا لإنقاذ الخبراء الإيرانيين الذين حفرت لهم أنفاقاً امتدت إلى وادي رمان جنوب مدينة الدريهمي وخرج منها 3 خبراء لكنها انتهت بفعل الامطار.
وبحسب المصادر، فإن المليشيا تقوم حالياً بحفر أنفاق من خارج الدريهمي إلى مناطق سيطرتها في محيط المدينة، ولأجل ذلك تقوم بجلب عمال حفر من مدينة الحديدة وتمنحهم مقابل ذلك 4 آلاف ريال يومياً.
في غضون ذلك، شن الحوثيين في الخامس من نوفمبر الجاري أعنف هجوم باتجاه مدينة الدريهمي من جهة الشرق بواسطة مركبات رباعية الدفع مخصصة للمناطق الصحراوية، حيث تمكن 5 مقاتلين من رجال اللواء الثالث عمالقة من صد الهجوم الذي انتهى بمصرع العشرات من عناصر المليشيا.
وكان مصدر مسئول في القوات المشتركة أكد أواخر أكتوبر الماضي، أن مليشيا الحوثي تَكَبّدت خسائر كبيرة في عملية انتحارية نفّذتها لفك الحصار عن قواتها داخل مركز مديرية الدريهمي.
وكشف المصدر لـ”المرسى” أن الجيوب المتبقية في مدينة الدريهمي تتواجد فيها عناصر إيرانية وعراقية، مشيرًا إلى أن المليشيا الحوثية لجأت إلى وضع حزام أمني وحقل كامل من الألغام بعد فشلها في فك الحصار عنهم.
وأضاف، لا يعيقنا عن اقتحام المنطقة وإلقاء القبض على العناصر الإيرانية والعراقية الإرهابية، إلا المواطنين من النساء والأطفال الذين تتخذهم المليشيا الحوثية دروعاً بشرية. لكننا قادرون رغم سلسلة الألغام الضخمة التي زُرعت.
وكانت القوات المشتركة قد تمكنت في يوليو الماضي من قتل الخبير الإيراني المدعو “أبو رضا”وبرفقته مسلحين حوثيين، تم رصدهم واستهدافهم بدقة، أثناء استعدادهم لقصف إحداثيات مواقع عسكرية.
وأعترف رئيس الأركان الإيراني محمد باقري، مطلع أكتوبر الجاري، أن “الحرس الثوري” يقدم خدمات “استشارية وفكرية” لمليشيا الحوثي.
وكان نائب قائد “الحرس الثوري” علي فدوي، صرّح في مايو الماضي، بأن إيران تدعم مليشيا الحوثي في اليمن بقدر ما تستطيع، لكنه قال: “قبضتنا ليست مفتوحة نظراً للحصار في اليمن”، وإن “الحرب لن تكون على ما هي عليه لو تمكنّا من الذهاب إلى اليمن مثلما ذهبنا إلى سوريا”.